تستثمر إسرائيل لحظات التردد المتكررة لدى إيران حيث منعتها حساباتها المعقدة إلى عدم استثمار لحظة طوفان الأقصى والتي جعلت إسرائيل تترنح على كل مستوياتها وكانت تلك لحظة فارقة يمكن لإيران وحلفائها الانقضاض على إسرائيل وتوجيه ضربة موجعة لها، لكن حسابات إيران حرمتها الفرصة فقد رافقها هاجس مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، ففضلت الدخول في مشاغلة مع دولة الاحتلال بواسطة حزب الله وباقي الفصائل التابعة لها على أمل أن تؤدي هذه إلى إنهاك دولة الاحتلال تذهب بها إلى تقديم تنازلات لمصلحة إيران ومحورها.
لقد أدركت إسرائيل الهدف الإيراني باستنزافها وبخطوة عكسية مارست نفس الدور مع أعضاء المحور بالذات حزب الله درة التاج للمشروع الإيراني، فبدأت بضربات استنزافية لعناصر قوته وركزت في أهدافها على ثلاثة عناصر أولها إضعاف القدرة الصاروخية والمسيرة ذات المدى القصير والمتوسط (حسب المصادر الإسرائيلية) والهدف الثاني تدمير البنى التحتية العسكرية وضرب أسس وقواعد قوة الرضوان التي يزيد تعدادها على 6000 مقاتل، والثالث قلب معادلة الردع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي فقد قال مصدر كبير في هيئة أركان دولة الاحتلال «علينا أن نحول حزب الله من جيش إرهاب إلى منظمة عصابات مثلما فعلنا بحماس»، والواضح أن إسرائيل نجحت خلال ما يقرب من عام كامل من استنزاف حزب الله وإيران في مواجهة ما دون الحرب تمكنت خلالها وفي نهايتها من التغلغل عميقا في بنية حزب الله استخباراتياً ، فتمكنت من اغتيال العديد من القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية في الحزب وفي الداخل الإيراني وكانت ذروة تلك الاغتيالات قتل أغلب أعضاء الهيئة القيادية لقوات الرضوان والتي أعقبت عاصفة البيجرات والتي كشفت عن حجم الاختراق الأمني في بنية الحزب.
توجت إسرائيل أهدافها بحدث صاعق تمثل باغتيال السيد حسن نصر الله أمين عام الحزب والقائد الفعلي لجميع القوى التابعة لإيران في المنطقة بعد اغتيال قاسم سليماني، وزعيم الحزب الذي يعتبر بيضة القبان المركزية للمشروع الإيراني، وكان برفقته قيادات أساسية مما سيترك الحزب في أضعف حالاته، لأن الحزب في الأساس ليس تياراً ايديولوجيا مثل حركة حماس بل حزب وظيفي أسس لتحقيق أهداف المشروع الإيراني، حيث اتخذ من الولاء للولي الفقيه في طهران مذهباً علنياً بالتالي هو مرتبط بهذا المشروع صعودا وهبوطا، ونصر الله الذي تولى مهمة القيادة فيه حوله إلى رقم صعب في المنطقة بأسرها، أما الآن وبعد غيابه فإن الحزب بات يتيماً ولا شك أن مشروع إيران كذلك، ومن البديهي أن اغتياله سيؤدي إلى تراجع كل منظومة القوى التابعة لإيران في المنطقة وربما يؤدي إلى تراجع القوة الإيرانية بسبب ضعف أدواتها، لا شك أن حزب الله لن يزول لكنه سيصبح قوة بدون مخالب حقيقية إذا ما تمكنت إسرائيل من تحقيق أهدافها، لكن إيران دولة تجيد اللعب حتى في الوقت الضائع وبدون شك انها ستذهب إلى طاولة مفاوضات أميركية قبل أن تُحرق اوراقها كاملةً وهي التي صنعت هذه الأوراق كجزء من مشروعها للدفاع المتقدم لكنه تحول إلى عبء بحاجة لمن يدافع عنه، لذلك وجدنا الرئيس الإيراني يمارس التقية السياسية في الجمعية العامة ويحاول التقرب من الولايات المتحدة والغرب وتحول فجأة إلى حمامة سلام لكن ذلك كله لم يقنع أحداً. أثبتت الأحداث أن إسرائيل تمكنت باستغلالها لنقاط ضعف خصومها وترددهم من التقاط الفرص الذهبية التي أتيحت لها والانقضاض عليهم، وسيكون ذلك مقدمة لتراجع الهيمنة الإيرانية ودورها ونفوذها، فدولة الاحتلال بعد هذه الإنجازات ماضية في تدمير طريق السجاد للولي الفقيه إبتداء من لبنان مروراً بسورية واليمن وربما العراق فهي تطرح مشروعاً كبيراً غايتها فيه تفكيك وإعادة تركيب الواقع الجيوعسكري والجيوسياسي في المنطقة، مستغلة في ذلك حالة الإرباك التي سيتركها اغتيال المرحوم نصر الله، وليس من المستبعد أنها ستعقد تحالفات مع قوى متعددة متضررة من وجود الميليشيات الإيرانية ولا تستطيع استعادة زمام المبادرة الداخلية بسبب التدخل الإيراني، فالعناصر الدافعة للمشروع الإسرائيلي موجودة في كل بقعة تتواجد بها هذه الميليشيات ابتداء من لبنان مروراً بسورية واليمن والعراق، ففي هذه الدول مراث طويلة أنتجتها هذه الميليشيات وهذا يعزز فكرة أن إسرائيل لن تكون وحدها في هذا المشروع ولن يكون اغتيال نصرالله ورفاقه النهاية بل هو نقطة الانطلاق لمشروع إسرائيلي أميركي كبير لا ينقصه إلا فوز دونالد ترامب.
د. منذر الحوارات
تستثمر إسرائيل لحظات التردد المتكررة لدى إيران حيث منعتها حساباتها المعقدة إلى عدم استثمار لحظة طوفان الأقصى والتي جعلت إسرائيل تترنح على كل مستوياتها وكانت تلك لحظة فارقة يمكن لإيران وحلفائها الانقضاض على إسرائيل وتوجيه ضربة موجعة لها، لكن حسابات إيران حرمتها الفرصة فقد رافقها هاجس مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، ففضلت الدخول في مشاغلة مع دولة الاحتلال بواسطة حزب الله وباقي الفصائل التابعة لها على أمل أن تؤدي هذه إلى إنهاك دولة الاحتلال تذهب بها إلى تقديم تنازلات لمصلحة إيران ومحورها.
لقد أدركت إسرائيل الهدف الإيراني باستنزافها وبخطوة عكسية مارست نفس الدور مع أعضاء المحور بالذات حزب الله درة التاج للمشروع الإيراني، فبدأت بضربات استنزافية لعناصر قوته وركزت في أهدافها على ثلاثة عناصر أولها إضعاف القدرة الصاروخية والمسيرة ذات المدى القصير والمتوسط (حسب المصادر الإسرائيلية) والهدف الثاني تدمير البنى التحتية العسكرية وضرب أسس وقواعد قوة الرضوان التي يزيد تعدادها على 6000 مقاتل، والثالث قلب معادلة الردع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي فقد قال مصدر كبير في هيئة أركان دولة الاحتلال «علينا أن نحول حزب الله من جيش إرهاب إلى منظمة عصابات مثلما فعلنا بحماس»، والواضح أن إسرائيل نجحت خلال ما يقرب من عام كامل من استنزاف حزب الله وإيران في مواجهة ما دون الحرب تمكنت خلالها وفي نهايتها من التغلغل عميقا في بنية حزب الله استخباراتياً ، فتمكنت من اغتيال العديد من القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية في الحزب وفي الداخل الإيراني وكانت ذروة تلك الاغتيالات قتل أغلب أعضاء الهيئة القيادية لقوات الرضوان والتي أعقبت عاصفة البيجرات والتي كشفت عن حجم الاختراق الأمني في بنية الحزب.
توجت إسرائيل أهدافها بحدث صاعق تمثل باغتيال السيد حسن نصر الله أمين عام الحزب والقائد الفعلي لجميع القوى التابعة لإيران في المنطقة بعد اغتيال قاسم سليماني، وزعيم الحزب الذي يعتبر بيضة القبان المركزية للمشروع الإيراني، وكان برفقته قيادات أساسية مما سيترك الحزب في أضعف حالاته، لأن الحزب في الأساس ليس تياراً ايديولوجيا مثل حركة حماس بل حزب وظيفي أسس لتحقيق أهداف المشروع الإيراني، حيث اتخذ من الولاء للولي الفقيه في طهران مذهباً علنياً بالتالي هو مرتبط بهذا المشروع صعودا وهبوطا، ونصر الله الذي تولى مهمة القيادة فيه حوله إلى رقم صعب في المنطقة بأسرها، أما الآن وبعد غيابه فإن الحزب بات يتيماً ولا شك أن مشروع إيران كذلك، ومن البديهي أن اغتياله سيؤدي إلى تراجع كل منظومة القوى التابعة لإيران في المنطقة وربما يؤدي إلى تراجع القوة الإيرانية بسبب ضعف أدواتها، لا شك أن حزب الله لن يزول لكنه سيصبح قوة بدون مخالب حقيقية إذا ما تمكنت إسرائيل من تحقيق أهدافها، لكن إيران دولة تجيد اللعب حتى في الوقت الضائع وبدون شك انها ستذهب إلى طاولة مفاوضات أميركية قبل أن تُحرق اوراقها كاملةً وهي التي صنعت هذه الأوراق كجزء من مشروعها للدفاع المتقدم لكنه تحول إلى عبء بحاجة لمن يدافع عنه، لذلك وجدنا الرئيس الإيراني يمارس التقية السياسية في الجمعية العامة ويحاول التقرب من الولايات المتحدة والغرب وتحول فجأة إلى حمامة سلام لكن ذلك كله لم يقنع أحداً. أثبتت الأحداث أن إسرائيل تمكنت باستغلالها لنقاط ضعف خصومها وترددهم من التقاط الفرص الذهبية التي أتيحت لها والانقضاض عليهم، وسيكون ذلك مقدمة لتراجع الهيمنة الإيرانية ودورها ونفوذها، فدولة الاحتلال بعد هذه الإنجازات ماضية في تدمير طريق السجاد للولي الفقيه إبتداء من لبنان مروراً بسورية واليمن وربما العراق فهي تطرح مشروعاً كبيراً غايتها فيه تفكيك وإعادة تركيب الواقع الجيوعسكري والجيوسياسي في المنطقة، مستغلة في ذلك حالة الإرباك التي سيتركها اغتيال المرحوم نصر الله، وليس من المستبعد أنها ستعقد تحالفات مع قوى متعددة متضررة من وجود الميليشيات الإيرانية ولا تستطيع استعادة زمام المبادرة الداخلية بسبب التدخل الإيراني، فالعناصر الدافعة للمشروع الإسرائيلي موجودة في كل بقعة تتواجد بها هذه الميليشيات ابتداء من لبنان مروراً بسورية واليمن والعراق، ففي هذه الدول مراث طويلة أنتجتها هذه الميليشيات وهذا يعزز فكرة أن إسرائيل لن تكون وحدها في هذا المشروع ولن يكون اغتيال نصرالله ورفاقه النهاية بل هو نقطة الانطلاق لمشروع إسرائيلي أميركي كبير لا ينقصه إلا فوز دونالد ترامب.
د. منذر الحوارات
تستثمر إسرائيل لحظات التردد المتكررة لدى إيران حيث منعتها حساباتها المعقدة إلى عدم استثمار لحظة طوفان الأقصى والتي جعلت إسرائيل تترنح على كل مستوياتها وكانت تلك لحظة فارقة يمكن لإيران وحلفائها الانقضاض على إسرائيل وتوجيه ضربة موجعة لها، لكن حسابات إيران حرمتها الفرصة فقد رافقها هاجس مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، ففضلت الدخول في مشاغلة مع دولة الاحتلال بواسطة حزب الله وباقي الفصائل التابعة لها على أمل أن تؤدي هذه إلى إنهاك دولة الاحتلال تذهب بها إلى تقديم تنازلات لمصلحة إيران ومحورها.
لقد أدركت إسرائيل الهدف الإيراني باستنزافها وبخطوة عكسية مارست نفس الدور مع أعضاء المحور بالذات حزب الله درة التاج للمشروع الإيراني، فبدأت بضربات استنزافية لعناصر قوته وركزت في أهدافها على ثلاثة عناصر أولها إضعاف القدرة الصاروخية والمسيرة ذات المدى القصير والمتوسط (حسب المصادر الإسرائيلية) والهدف الثاني تدمير البنى التحتية العسكرية وضرب أسس وقواعد قوة الرضوان التي يزيد تعدادها على 6000 مقاتل، والثالث قلب معادلة الردع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي فقد قال مصدر كبير في هيئة أركان دولة الاحتلال «علينا أن نحول حزب الله من جيش إرهاب إلى منظمة عصابات مثلما فعلنا بحماس»، والواضح أن إسرائيل نجحت خلال ما يقرب من عام كامل من استنزاف حزب الله وإيران في مواجهة ما دون الحرب تمكنت خلالها وفي نهايتها من التغلغل عميقا في بنية حزب الله استخباراتياً ، فتمكنت من اغتيال العديد من القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية في الحزب وفي الداخل الإيراني وكانت ذروة تلك الاغتيالات قتل أغلب أعضاء الهيئة القيادية لقوات الرضوان والتي أعقبت عاصفة البيجرات والتي كشفت عن حجم الاختراق الأمني في بنية الحزب.
توجت إسرائيل أهدافها بحدث صاعق تمثل باغتيال السيد حسن نصر الله أمين عام الحزب والقائد الفعلي لجميع القوى التابعة لإيران في المنطقة بعد اغتيال قاسم سليماني، وزعيم الحزب الذي يعتبر بيضة القبان المركزية للمشروع الإيراني، وكان برفقته قيادات أساسية مما سيترك الحزب في أضعف حالاته، لأن الحزب في الأساس ليس تياراً ايديولوجيا مثل حركة حماس بل حزب وظيفي أسس لتحقيق أهداف المشروع الإيراني، حيث اتخذ من الولاء للولي الفقيه في طهران مذهباً علنياً بالتالي هو مرتبط بهذا المشروع صعودا وهبوطا، ونصر الله الذي تولى مهمة القيادة فيه حوله إلى رقم صعب في المنطقة بأسرها، أما الآن وبعد غيابه فإن الحزب بات يتيماً ولا شك أن مشروع إيران كذلك، ومن البديهي أن اغتياله سيؤدي إلى تراجع كل منظومة القوى التابعة لإيران في المنطقة وربما يؤدي إلى تراجع القوة الإيرانية بسبب ضعف أدواتها، لا شك أن حزب الله لن يزول لكنه سيصبح قوة بدون مخالب حقيقية إذا ما تمكنت إسرائيل من تحقيق أهدافها، لكن إيران دولة تجيد اللعب حتى في الوقت الضائع وبدون شك انها ستذهب إلى طاولة مفاوضات أميركية قبل أن تُحرق اوراقها كاملةً وهي التي صنعت هذه الأوراق كجزء من مشروعها للدفاع المتقدم لكنه تحول إلى عبء بحاجة لمن يدافع عنه، لذلك وجدنا الرئيس الإيراني يمارس التقية السياسية في الجمعية العامة ويحاول التقرب من الولايات المتحدة والغرب وتحول فجأة إلى حمامة سلام لكن ذلك كله لم يقنع أحداً. أثبتت الأحداث أن إسرائيل تمكنت باستغلالها لنقاط ضعف خصومها وترددهم من التقاط الفرص الذهبية التي أتيحت لها والانقضاض عليهم، وسيكون ذلك مقدمة لتراجع الهيمنة الإيرانية ودورها ونفوذها، فدولة الاحتلال بعد هذه الإنجازات ماضية في تدمير طريق السجاد للولي الفقيه إبتداء من لبنان مروراً بسورية واليمن وربما العراق فهي تطرح مشروعاً كبيراً غايتها فيه تفكيك وإعادة تركيب الواقع الجيوعسكري والجيوسياسي في المنطقة، مستغلة في ذلك حالة الإرباك التي سيتركها اغتيال المرحوم نصر الله، وليس من المستبعد أنها ستعقد تحالفات مع قوى متعددة متضررة من وجود الميليشيات الإيرانية ولا تستطيع استعادة زمام المبادرة الداخلية بسبب التدخل الإيراني، فالعناصر الدافعة للمشروع الإسرائيلي موجودة في كل بقعة تتواجد بها هذه الميليشيات ابتداء من لبنان مروراً بسورية واليمن والعراق، ففي هذه الدول مراث طويلة أنتجتها هذه الميليشيات وهذا يعزز فكرة أن إسرائيل لن تكون وحدها في هذا المشروع ولن يكون اغتيال نصرالله ورفاقه النهاية بل هو نقطة الانطلاق لمشروع إسرائيلي أميركي كبير لا ينقصه إلا فوز دونالد ترامب.
التعليقات