مع كل مشاهد الدمار والحرب التي نشاهدها يومياً، وكمية القنابل والصواريخ التي يمطر بها الاحتلال غزة والضفة ولبنان وسوريا وايران واليمن وغيرها من الدول، بات البعض يتساءل: هل يعجز العالم عن إيقاف آلة الحرب الصهيونية؟ ألا يوجد ما يقف في وجه هذا الطغيان غير المسبوق؟ ألم يجد العالم وسيلة بعد أكثر من عام لإيقاف نزف الدم في بلداننا العربية والإسلامية؟
الجواب يكمن في أن العالم لا يعجز طبعاً عن إيقاف دولة معتدية مارقة على القانون الدولي، ولكن العالم لا يريد لهذه الحرب أن تتوقف، بل ويدعمها القريب والبعيد من أجل الاستمرار، وأن يصل الاحتلال إلى هدفه من كل هذا الدمار والخراب. وهنا أناقش الموضوع من ناحيتين:
الأولى هي وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في الكيان، ومعنى ذلك أن تلك العصبة الحاكمة اليوم – أو حتى بعض أعضاء الحكومة – تؤمن بما جاء في التوراة المحرّفة عن ضرورة اشعال الحرب، والضرب بيد من حديد، وقتل البشر بأعداد كبيرة لظهور المسيح المخلّص الذي يٌعيد لليهود مكانتهم لسيادة الأمم حسب زعمهم طبعاً.
ما يؤكد كلامي هو وجود العديد من اللقاءات ومقاطع الفيديو التي يدعو فيها الحاخامات رئيس الحكومة المجرم إلى اشعال الحرب، فهم ينتظرون المسيح المخلّص، ولا بد من استعجال قدومه عبر اشعال الحرب الكبرى.
وهنالك أيضاً الإذعان الكامل من رئيس الحكومة الجبان لبعض أعضاء حكومته المتطرفين، واستمراره في الحرب على الرغم من سوء الوضع هناك، فجنوده يقتلون في كل الجبهات، والسكّان في الأراضي المحتلة لا يخرجون من الملاجئ بعد اشتعال الجبهة اللبنانية.
أما النقطة الثانية: فهي أن دول العالم والجوار تحديداً قد ملّت حالة الانقباض والتوتر التي تعيشها المنطقة منذ سبعة عقود، وتطمع كل تلك الدول إلى التطور والنماء والتقدم، ولن يكون ذلك طبعاً بوجود المقاومة التي تقف بشموخ في وجه الاحتلال، وتدافع عن أرضها وعرضها، وحقها في الحياة كغيرها من الشعوب.
تلك الدول اختارت الوقوف إلى جانب الطرف الأقوى – ظاهرياً- وهو جانب الاحتلال، الجانب المدعوم من أنظمة العالم الكبرى، والتي لا تتوانى عن دعمه عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وكان ثمن هذا الموقف هو الموافقة باطنياً على تصفية القضية الفلسطينية ودفنها لتكون من الماضي، ومحاولة استئصالها حتى من عقول أبناءها اللذين عاشوا المحنة على اختلاف ازمنتها.
الشعب الفلسطيني البطل، والمتواجد في بقاع الأرض المختلفة من فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر وغيرها من دول العالم، أدرك هذه اللعبة جيداً، وفضلّت المقاومة أن تقلب الطاولة على الجميع، وأن تضع خيارها الذي غاب عن أذهان البعض.
ما فعلته المقاومة في مواقعها المختلفة لا يختلف كثيراً عن موقف نيكيتا خروتشوف حين رفع حذاءه في وجه الأمم المتحدة عام 1960 اعتراضاً على خطاب رئيس الوفد الفلبيني لورينزو سومولونغ الذي انتقد فيه ما وصفه سياسات استعمارية سوفيتية، وهي قررت أن ترفع سلاحها في وجه كل تلك التحالفات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
أختم بما ورد في الجزء الثالث من ثلاثية غرناطة حين قال أهلها عندما أجبروا على الرحيل: 'قد يكون الموت في الرحيل، لا في البقاء'، وهو ذات الشعار الذي يرفعه أهلنا في فلسطين اليوم، نسأل الله لهم النصر والثبات.
م. أنس معابرة
مع كل مشاهد الدمار والحرب التي نشاهدها يومياً، وكمية القنابل والصواريخ التي يمطر بها الاحتلال غزة والضفة ولبنان وسوريا وايران واليمن وغيرها من الدول، بات البعض يتساءل: هل يعجز العالم عن إيقاف آلة الحرب الصهيونية؟ ألا يوجد ما يقف في وجه هذا الطغيان غير المسبوق؟ ألم يجد العالم وسيلة بعد أكثر من عام لإيقاف نزف الدم في بلداننا العربية والإسلامية؟
الجواب يكمن في أن العالم لا يعجز طبعاً عن إيقاف دولة معتدية مارقة على القانون الدولي، ولكن العالم لا يريد لهذه الحرب أن تتوقف، بل ويدعمها القريب والبعيد من أجل الاستمرار، وأن يصل الاحتلال إلى هدفه من كل هذا الدمار والخراب. وهنا أناقش الموضوع من ناحيتين:
الأولى هي وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في الكيان، ومعنى ذلك أن تلك العصبة الحاكمة اليوم – أو حتى بعض أعضاء الحكومة – تؤمن بما جاء في التوراة المحرّفة عن ضرورة اشعال الحرب، والضرب بيد من حديد، وقتل البشر بأعداد كبيرة لظهور المسيح المخلّص الذي يٌعيد لليهود مكانتهم لسيادة الأمم حسب زعمهم طبعاً.
ما يؤكد كلامي هو وجود العديد من اللقاءات ومقاطع الفيديو التي يدعو فيها الحاخامات رئيس الحكومة المجرم إلى اشعال الحرب، فهم ينتظرون المسيح المخلّص، ولا بد من استعجال قدومه عبر اشعال الحرب الكبرى.
وهنالك أيضاً الإذعان الكامل من رئيس الحكومة الجبان لبعض أعضاء حكومته المتطرفين، واستمراره في الحرب على الرغم من سوء الوضع هناك، فجنوده يقتلون في كل الجبهات، والسكّان في الأراضي المحتلة لا يخرجون من الملاجئ بعد اشتعال الجبهة اللبنانية.
أما النقطة الثانية: فهي أن دول العالم والجوار تحديداً قد ملّت حالة الانقباض والتوتر التي تعيشها المنطقة منذ سبعة عقود، وتطمع كل تلك الدول إلى التطور والنماء والتقدم، ولن يكون ذلك طبعاً بوجود المقاومة التي تقف بشموخ في وجه الاحتلال، وتدافع عن أرضها وعرضها، وحقها في الحياة كغيرها من الشعوب.
تلك الدول اختارت الوقوف إلى جانب الطرف الأقوى – ظاهرياً- وهو جانب الاحتلال، الجانب المدعوم من أنظمة العالم الكبرى، والتي لا تتوانى عن دعمه عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وكان ثمن هذا الموقف هو الموافقة باطنياً على تصفية القضية الفلسطينية ودفنها لتكون من الماضي، ومحاولة استئصالها حتى من عقول أبناءها اللذين عاشوا المحنة على اختلاف ازمنتها.
الشعب الفلسطيني البطل، والمتواجد في بقاع الأرض المختلفة من فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر وغيرها من دول العالم، أدرك هذه اللعبة جيداً، وفضلّت المقاومة أن تقلب الطاولة على الجميع، وأن تضع خيارها الذي غاب عن أذهان البعض.
ما فعلته المقاومة في مواقعها المختلفة لا يختلف كثيراً عن موقف نيكيتا خروتشوف حين رفع حذاءه في وجه الأمم المتحدة عام 1960 اعتراضاً على خطاب رئيس الوفد الفلبيني لورينزو سومولونغ الذي انتقد فيه ما وصفه سياسات استعمارية سوفيتية، وهي قررت أن ترفع سلاحها في وجه كل تلك التحالفات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
أختم بما ورد في الجزء الثالث من ثلاثية غرناطة حين قال أهلها عندما أجبروا على الرحيل: 'قد يكون الموت في الرحيل، لا في البقاء'، وهو ذات الشعار الذي يرفعه أهلنا في فلسطين اليوم، نسأل الله لهم النصر والثبات.
م. أنس معابرة
مع كل مشاهد الدمار والحرب التي نشاهدها يومياً، وكمية القنابل والصواريخ التي يمطر بها الاحتلال غزة والضفة ولبنان وسوريا وايران واليمن وغيرها من الدول، بات البعض يتساءل: هل يعجز العالم عن إيقاف آلة الحرب الصهيونية؟ ألا يوجد ما يقف في وجه هذا الطغيان غير المسبوق؟ ألم يجد العالم وسيلة بعد أكثر من عام لإيقاف نزف الدم في بلداننا العربية والإسلامية؟
الجواب يكمن في أن العالم لا يعجز طبعاً عن إيقاف دولة معتدية مارقة على القانون الدولي، ولكن العالم لا يريد لهذه الحرب أن تتوقف، بل ويدعمها القريب والبعيد من أجل الاستمرار، وأن يصل الاحتلال إلى هدفه من كل هذا الدمار والخراب. وهنا أناقش الموضوع من ناحيتين:
الأولى هي وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في الكيان، ومعنى ذلك أن تلك العصبة الحاكمة اليوم – أو حتى بعض أعضاء الحكومة – تؤمن بما جاء في التوراة المحرّفة عن ضرورة اشعال الحرب، والضرب بيد من حديد، وقتل البشر بأعداد كبيرة لظهور المسيح المخلّص الذي يٌعيد لليهود مكانتهم لسيادة الأمم حسب زعمهم طبعاً.
ما يؤكد كلامي هو وجود العديد من اللقاءات ومقاطع الفيديو التي يدعو فيها الحاخامات رئيس الحكومة المجرم إلى اشعال الحرب، فهم ينتظرون المسيح المخلّص، ولا بد من استعجال قدومه عبر اشعال الحرب الكبرى.
وهنالك أيضاً الإذعان الكامل من رئيس الحكومة الجبان لبعض أعضاء حكومته المتطرفين، واستمراره في الحرب على الرغم من سوء الوضع هناك، فجنوده يقتلون في كل الجبهات، والسكّان في الأراضي المحتلة لا يخرجون من الملاجئ بعد اشتعال الجبهة اللبنانية.
أما النقطة الثانية: فهي أن دول العالم والجوار تحديداً قد ملّت حالة الانقباض والتوتر التي تعيشها المنطقة منذ سبعة عقود، وتطمع كل تلك الدول إلى التطور والنماء والتقدم، ولن يكون ذلك طبعاً بوجود المقاومة التي تقف بشموخ في وجه الاحتلال، وتدافع عن أرضها وعرضها، وحقها في الحياة كغيرها من الشعوب.
تلك الدول اختارت الوقوف إلى جانب الطرف الأقوى – ظاهرياً- وهو جانب الاحتلال، الجانب المدعوم من أنظمة العالم الكبرى، والتي لا تتوانى عن دعمه عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وكان ثمن هذا الموقف هو الموافقة باطنياً على تصفية القضية الفلسطينية ودفنها لتكون من الماضي، ومحاولة استئصالها حتى من عقول أبناءها اللذين عاشوا المحنة على اختلاف ازمنتها.
الشعب الفلسطيني البطل، والمتواجد في بقاع الأرض المختلفة من فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر وغيرها من دول العالم، أدرك هذه اللعبة جيداً، وفضلّت المقاومة أن تقلب الطاولة على الجميع، وأن تضع خيارها الذي غاب عن أذهان البعض.
ما فعلته المقاومة في مواقعها المختلفة لا يختلف كثيراً عن موقف نيكيتا خروتشوف حين رفع حذاءه في وجه الأمم المتحدة عام 1960 اعتراضاً على خطاب رئيس الوفد الفلبيني لورينزو سومولونغ الذي انتقد فيه ما وصفه سياسات استعمارية سوفيتية، وهي قررت أن ترفع سلاحها في وجه كل تلك التحالفات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
أختم بما ورد في الجزء الثالث من ثلاثية غرناطة حين قال أهلها عندما أجبروا على الرحيل: 'قد يكون الموت في الرحيل، لا في البقاء'، وهو ذات الشعار الذي يرفعه أهلنا في فلسطين اليوم، نسأل الله لهم النصر والثبات.
التعليقات