المقاربة الوحيدة التي سمعناها، من داخل مجتمعنا، لمواجهة أسئلة الحرب، وتداعياتها واستحقاقاتها، على بلدنا، انحصرت- فقط - في هتافات الشارع واعتصاماته، وهي في الغالب تُعبّر عن تيارات سياسية شعبوية معروفة، تريد أن تضعنا على جبهة الحرب بشكل مباشر، وان تُلحقنا بالتنظيمات التي تحولت إلى «دويلات» داخل دولها، أو أن تحشرنا في زاوية الفزع التشكيك، وربما الخيانة والعجز. معقول أن تبقى نخبنا السياسية، ومعها بلدنا، بين فكي كماشة المنفعلين والباحثين عن دور البطولة، والآخرين الذين لا يرون الأردن إلا من ثقب محاورهم وقضاياهم، ثم لا نسمع صوتا للجماعة الوطنية الأردنية التي يُفترض أن تفكر بهدوء وعقلانية، وأن تقول كلمتها في إطار حسابات المصالح العليا للدولة الأردنية التي هي المركز، وكل ما سواها يجب أن يدور في فلكها، معقول يحدث ذلك ولا يهتز لأحد منا جفن؟ بعد عام من اندلاع حرب 7 أكتوبر، كان يجب أن نجلس على طاولة حوار وطني لتقييم أدائنا العام، لم نفعل ذلك بالطبع، لكن أسئلة الحرب ما تزال حاضرة وبقوة، وربما أوضح مما مضى؛ هل نحن جزء من الحرب أو طرف فيها أو يمكن أن تُفرض علينا، مِمَ نخشى، من التهجير والوطن البديل فقط، أم أن ثمة أثماناً سياسية أخرى سندفع فاتورتها، هل نحن جاهزون للتعامل مع أي طارئ، ثم هل «الطريق الآمن « أن نبقى في مربع المعركة الدبلوماسية والسياسية وحالة التصعيد التي نقوم بها ضد الاحتلال، هل يشكل التمسك بخيار استراتيجية السلام، حتى وإن رفضته تل أبيب على المدى المنظور، خيارا بديلا ومضمونا بدل الوقوع في فخ نتنياهو وحربه المفتوحة التي ربما تستمر، على الجبهات السبعة، لعام قادم او اكثر؟ من هم حلفاء اليوم، إقليميا ودوليا، ماذا لو اصطدمت مصالحنا العليا مع الاحتلال في لحظة مفاصلة حاسمة، أين ستقف واشنطن ومع من، ماذا لو أصبح التهجير أمرا واقعا، كيف سنتعامل معه، هل سنعتبره ملفا إنسانيا أم سياسيا، كيف يمكن تطوير مقاربات لحلول سياسية تجعلنا طرفا مهما في المعادلة، ما هي هذه المقاربات الآن وما بعد الحرب، هل يساعدنا أداؤنا العام الحالي على فعل ذلك، أم أننا بحاجة إلى استدارات داخلية وخارجية، ثم ماذا عن العمق العربي، هل يوجد لدينا فرصة لبناء تحالف عربي كخطوة او مقدمة لتحالف دولي يلجم جماح تل أبيب، ويعيد المنطقة إلى سكة السلامة؟ يبقى السؤال الأهم، ما الذي يجب أن نفعله على صعيد جبهتنا الداخلية؟ هذا الملف وحده يحتاج إلى مصارحات ومكاشفات حان وقتها، ليس -فقط - على صعيد التماسك الاجتماعي والتحديات الاقتصادية الصعبة، ولكن على صعيد العلاقة بين إدارات الدولة وبينها وبين المجتمع، هل يتمتع مجتمعنا بالقدر المناسب من العافية لكي نطمئن إلى قدرته وفعاليته وجاهزيته، هل نجحنا في تعبئة الأردنيين نحو هدف واحد، وهو حماية الأردن، التعبئة هنا مهمة وصعبة أيضا، لأنها ترتبط بالخطاب السياسي والإعلامي والنفسي، وتواجه مصدات ومزاودات مغشوشة، بعضها من داخل مجتمعنا، وبعضها من خارجه. الأردن بلدنا، ومن واجب الأردنيين أن يخرجوا من الأدوار التي رسمها بعض الذين لا يرونهم إلا مجرد «ذخيرة « في بنادقهم، أو ملفا على أجنداتهم، من واجبهم -أيضا - أن يتحرروا من فكي كماشة (معنا أو ضدنا ) التي يريد أصحابها أن يحشرونا في زوايا التشكيك والتخويف، أو النسخ والإلصاق، نحن الأردنيون نعرف كيف نحدد مصالحنا وأدوارنا، ونُقدّر أين نقف وكيف ندافع عن بلدنا، ما نحتاجه من الذين يتصدرون صفوفنا، أقصد « الجماعة الوطنية» أن يجلسوا ويتحاوروا بهدوء وعقلانية للإجابة عن أسئلة الحرب التي تتعلق ببلدنا، حاضرا ومستقبلا..، فهل سيتحركون؟ إنا لمنتظرون.
حسين الرواشدة
المقاربة الوحيدة التي سمعناها، من داخل مجتمعنا، لمواجهة أسئلة الحرب، وتداعياتها واستحقاقاتها، على بلدنا، انحصرت- فقط - في هتافات الشارع واعتصاماته، وهي في الغالب تُعبّر عن تيارات سياسية شعبوية معروفة، تريد أن تضعنا على جبهة الحرب بشكل مباشر، وان تُلحقنا بالتنظيمات التي تحولت إلى «دويلات» داخل دولها، أو أن تحشرنا في زاوية الفزع التشكيك، وربما الخيانة والعجز. معقول أن تبقى نخبنا السياسية، ومعها بلدنا، بين فكي كماشة المنفعلين والباحثين عن دور البطولة، والآخرين الذين لا يرون الأردن إلا من ثقب محاورهم وقضاياهم، ثم لا نسمع صوتا للجماعة الوطنية الأردنية التي يُفترض أن تفكر بهدوء وعقلانية، وأن تقول كلمتها في إطار حسابات المصالح العليا للدولة الأردنية التي هي المركز، وكل ما سواها يجب أن يدور في فلكها، معقول يحدث ذلك ولا يهتز لأحد منا جفن؟ بعد عام من اندلاع حرب 7 أكتوبر، كان يجب أن نجلس على طاولة حوار وطني لتقييم أدائنا العام، لم نفعل ذلك بالطبع، لكن أسئلة الحرب ما تزال حاضرة وبقوة، وربما أوضح مما مضى؛ هل نحن جزء من الحرب أو طرف فيها أو يمكن أن تُفرض علينا، مِمَ نخشى، من التهجير والوطن البديل فقط، أم أن ثمة أثماناً سياسية أخرى سندفع فاتورتها، هل نحن جاهزون للتعامل مع أي طارئ، ثم هل «الطريق الآمن « أن نبقى في مربع المعركة الدبلوماسية والسياسية وحالة التصعيد التي نقوم بها ضد الاحتلال، هل يشكل التمسك بخيار استراتيجية السلام، حتى وإن رفضته تل أبيب على المدى المنظور، خيارا بديلا ومضمونا بدل الوقوع في فخ نتنياهو وحربه المفتوحة التي ربما تستمر، على الجبهات السبعة، لعام قادم او اكثر؟ من هم حلفاء اليوم، إقليميا ودوليا، ماذا لو اصطدمت مصالحنا العليا مع الاحتلال في لحظة مفاصلة حاسمة، أين ستقف واشنطن ومع من، ماذا لو أصبح التهجير أمرا واقعا، كيف سنتعامل معه، هل سنعتبره ملفا إنسانيا أم سياسيا، كيف يمكن تطوير مقاربات لحلول سياسية تجعلنا طرفا مهما في المعادلة، ما هي هذه المقاربات الآن وما بعد الحرب، هل يساعدنا أداؤنا العام الحالي على فعل ذلك، أم أننا بحاجة إلى استدارات داخلية وخارجية، ثم ماذا عن العمق العربي، هل يوجد لدينا فرصة لبناء تحالف عربي كخطوة او مقدمة لتحالف دولي يلجم جماح تل أبيب، ويعيد المنطقة إلى سكة السلامة؟ يبقى السؤال الأهم، ما الذي يجب أن نفعله على صعيد جبهتنا الداخلية؟ هذا الملف وحده يحتاج إلى مصارحات ومكاشفات حان وقتها، ليس -فقط - على صعيد التماسك الاجتماعي والتحديات الاقتصادية الصعبة، ولكن على صعيد العلاقة بين إدارات الدولة وبينها وبين المجتمع، هل يتمتع مجتمعنا بالقدر المناسب من العافية لكي نطمئن إلى قدرته وفعاليته وجاهزيته، هل نجحنا في تعبئة الأردنيين نحو هدف واحد، وهو حماية الأردن، التعبئة هنا مهمة وصعبة أيضا، لأنها ترتبط بالخطاب السياسي والإعلامي والنفسي، وتواجه مصدات ومزاودات مغشوشة، بعضها من داخل مجتمعنا، وبعضها من خارجه. الأردن بلدنا، ومن واجب الأردنيين أن يخرجوا من الأدوار التي رسمها بعض الذين لا يرونهم إلا مجرد «ذخيرة « في بنادقهم، أو ملفا على أجنداتهم، من واجبهم -أيضا - أن يتحرروا من فكي كماشة (معنا أو ضدنا ) التي يريد أصحابها أن يحشرونا في زوايا التشكيك والتخويف، أو النسخ والإلصاق، نحن الأردنيون نعرف كيف نحدد مصالحنا وأدوارنا، ونُقدّر أين نقف وكيف ندافع عن بلدنا، ما نحتاجه من الذين يتصدرون صفوفنا، أقصد « الجماعة الوطنية» أن يجلسوا ويتحاوروا بهدوء وعقلانية للإجابة عن أسئلة الحرب التي تتعلق ببلدنا، حاضرا ومستقبلا..، فهل سيتحركون؟ إنا لمنتظرون.
حسين الرواشدة
المقاربة الوحيدة التي سمعناها، من داخل مجتمعنا، لمواجهة أسئلة الحرب، وتداعياتها واستحقاقاتها، على بلدنا، انحصرت- فقط - في هتافات الشارع واعتصاماته، وهي في الغالب تُعبّر عن تيارات سياسية شعبوية معروفة، تريد أن تضعنا على جبهة الحرب بشكل مباشر، وان تُلحقنا بالتنظيمات التي تحولت إلى «دويلات» داخل دولها، أو أن تحشرنا في زاوية الفزع التشكيك، وربما الخيانة والعجز. معقول أن تبقى نخبنا السياسية، ومعها بلدنا، بين فكي كماشة المنفعلين والباحثين عن دور البطولة، والآخرين الذين لا يرون الأردن إلا من ثقب محاورهم وقضاياهم، ثم لا نسمع صوتا للجماعة الوطنية الأردنية التي يُفترض أن تفكر بهدوء وعقلانية، وأن تقول كلمتها في إطار حسابات المصالح العليا للدولة الأردنية التي هي المركز، وكل ما سواها يجب أن يدور في فلكها، معقول يحدث ذلك ولا يهتز لأحد منا جفن؟ بعد عام من اندلاع حرب 7 أكتوبر، كان يجب أن نجلس على طاولة حوار وطني لتقييم أدائنا العام، لم نفعل ذلك بالطبع، لكن أسئلة الحرب ما تزال حاضرة وبقوة، وربما أوضح مما مضى؛ هل نحن جزء من الحرب أو طرف فيها أو يمكن أن تُفرض علينا، مِمَ نخشى، من التهجير والوطن البديل فقط، أم أن ثمة أثماناً سياسية أخرى سندفع فاتورتها، هل نحن جاهزون للتعامل مع أي طارئ، ثم هل «الطريق الآمن « أن نبقى في مربع المعركة الدبلوماسية والسياسية وحالة التصعيد التي نقوم بها ضد الاحتلال، هل يشكل التمسك بخيار استراتيجية السلام، حتى وإن رفضته تل أبيب على المدى المنظور، خيارا بديلا ومضمونا بدل الوقوع في فخ نتنياهو وحربه المفتوحة التي ربما تستمر، على الجبهات السبعة، لعام قادم او اكثر؟ من هم حلفاء اليوم، إقليميا ودوليا، ماذا لو اصطدمت مصالحنا العليا مع الاحتلال في لحظة مفاصلة حاسمة، أين ستقف واشنطن ومع من، ماذا لو أصبح التهجير أمرا واقعا، كيف سنتعامل معه، هل سنعتبره ملفا إنسانيا أم سياسيا، كيف يمكن تطوير مقاربات لحلول سياسية تجعلنا طرفا مهما في المعادلة، ما هي هذه المقاربات الآن وما بعد الحرب، هل يساعدنا أداؤنا العام الحالي على فعل ذلك، أم أننا بحاجة إلى استدارات داخلية وخارجية، ثم ماذا عن العمق العربي، هل يوجد لدينا فرصة لبناء تحالف عربي كخطوة او مقدمة لتحالف دولي يلجم جماح تل أبيب، ويعيد المنطقة إلى سكة السلامة؟ يبقى السؤال الأهم، ما الذي يجب أن نفعله على صعيد جبهتنا الداخلية؟ هذا الملف وحده يحتاج إلى مصارحات ومكاشفات حان وقتها، ليس -فقط - على صعيد التماسك الاجتماعي والتحديات الاقتصادية الصعبة، ولكن على صعيد العلاقة بين إدارات الدولة وبينها وبين المجتمع، هل يتمتع مجتمعنا بالقدر المناسب من العافية لكي نطمئن إلى قدرته وفعاليته وجاهزيته، هل نجحنا في تعبئة الأردنيين نحو هدف واحد، وهو حماية الأردن، التعبئة هنا مهمة وصعبة أيضا، لأنها ترتبط بالخطاب السياسي والإعلامي والنفسي، وتواجه مصدات ومزاودات مغشوشة، بعضها من داخل مجتمعنا، وبعضها من خارجه. الأردن بلدنا، ومن واجب الأردنيين أن يخرجوا من الأدوار التي رسمها بعض الذين لا يرونهم إلا مجرد «ذخيرة « في بنادقهم، أو ملفا على أجنداتهم، من واجبهم -أيضا - أن يتحرروا من فكي كماشة (معنا أو ضدنا ) التي يريد أصحابها أن يحشرونا في زوايا التشكيك والتخويف، أو النسخ والإلصاق، نحن الأردنيون نعرف كيف نحدد مصالحنا وأدوارنا، ونُقدّر أين نقف وكيف ندافع عن بلدنا، ما نحتاجه من الذين يتصدرون صفوفنا، أقصد « الجماعة الوطنية» أن يجلسوا ويتحاوروا بهدوء وعقلانية للإجابة عن أسئلة الحرب التي تتعلق ببلدنا، حاضرا ومستقبلا..، فهل سيتحركون؟ إنا لمنتظرون.
التعليقات
الرواشدة يكتب : أسئلة الحرب على طاولة «الجماعة الوطنية»
التعليقات