الدكتور محمود عواد الدباس. رحل المؤرخ و الشاعر الكبير الدكتور محمد عبدالرحيم عطيات ( ابو خلدون ) بعد حياة حافلة بالجد و المثابرة و الإنتاج الفكري والأدبي . رصيد فكري وأدبي كبير تركه أبو خلدون من القصائد الشعرية والمسرحيات والكتب الهامة . على الصعيد الشخصي لعلي كنت من أكثر الذين كانوا على تواصل مستمر مع الدكتور عطيات على مدار ثلاثة عقود متواصلة منذ كنت شابا صغيرا . ترافقنا كثيرا في مناسبات عديدة .كما تحاورنا كثيرا على بوابة مقهى القماز و في بيته الكريم . وهو من نقل لي جزء هاما من تاريخ المدينة الشفوي غير المكتوب مما زاد من مخزوني المعرفي في التاريخ الاجتماعي لمدينة السلط . لذلك كله كان الدكتور محمد عطيات هو استاذي بالمعنى الاجتماعي و الثقافي فمنه ومن خلاله زاد اهتمامي بالقامات الثقافية الكبيرة في تاريخ مدينة السلط وفي التاريخ الوطني بشكل عام.
لعل أخر واهم مناسبة فكرية كبيرة تخص أبو خلدون وكنت عريف الحفل بها هي إشهار كتاب ( السلط مواقف ومبادرات ) التي أقيمت في تشرين الثاني من العام 2022م في ديوان العطيات بحضور نخب فكرية و سياسية كبيرة و كثيرة . في هذا الحفل كنت أقرأ عددا من أشعاره على مسمع الحضور ما بين فقرة وأخرى من فقرات الحفل . كانت تلك الأشعار تتحدث عن السلط كمدينة للعيش المشترك . عن السلط كمدينة الجمال الطبيعي و المعماري . عن السلط كمدينة الانتماء القومي و تحديدا تجاه فلسطين . عن السلط كمدينة المبادرات الوطنية. كان هذا الحفل هو مسك الختام للشاعر الكبير المبدع الدكتور محمد عطيات . فبعد ذلك التاريخ لم يكن الظرف الصحي له يسمح باقامة مناسبات كبيرة تخصه ثقافيا لكن ومع ذلك الظرف الصحي فقد كان له إطلالات بسيطة في منتصف السنة الماضية وبداية السنة الحالية خلال حضوره بعض الفعاليات . في تلك الفعاليات كان جمهور الحضور يطلب من ابو خلدون الحديث .
في التوقف على واقع نظرته إلى الواقع الثقافي في مدينة السلط. كان أبو خلدون يكرر دوما مقولة نصها ( أن تاريخ المدينة الثقافي متقدم على واقعها الحالي) . وكان دافعه من ذلك أن تسترد المدينة القها الثقافي من جديد . ترجمة لذلك كان دوما ينتج نصوصا تؤكد عظمة المدينة . ولعل مسرحية( تل الجادور) التي تحكي قصة بناء مدرسة السلط الثانوية للبنين هي إحدى المقاطع الذهبية التي فاقت سقف الابداع المعهود في النصوص الأدبية والتي تم عرضها عدة مرات في عدة أماكن . سبق ذلك وضمن بوابة الشعر كتابته لقصيدة( نعنع) التي قدمت نقدا عميقا للواقع الاجتماعي.هذه القصيدة قدر لها أن تنتشر كثيرا لدرجة أن القراء والى يومنا هذا يعودون إلى قرأتها من جديد كلما توفرت أسباب مشابهة لأسباب كتابتها . أما من الناحية الاجتماعية فلم يولد ابو خلدون وفي فمه معلقة من ذهب . حيث كان رجلا عصاميا بنى نفسه بنفسه كما أنه دفع ثمن قناعاته السياسية في فترات متوسطة من عمره . أما منهجية التفكير لديه فقد كانت عقلية . ولعل اجمل حواراتنا وأعمقها كانت حول بلاغة النص القرآني . حيث كان يذهلني من قدراته اللغوية العالية جدا في إثبات الإعجاز القرآني .
في السنوات الثلاثة الأخيرة زاد تواصلي مع الدكتور محمد عطيات . كنت ضيفه في العديد من المرات وأهمها في إفطار رمضان في السنة الماضية والتي سبقتها . عدا عن لقاءات متعددة في مقهى القماز وفي أحيان أخرى كنا نكمل حوارنا في مطعم ابو خميس الشعبي . وفي الشهور الأخيرة الماضية كان الاتفاق بيننا على تسجيل مذكراته الشخصية كي يصار إلى جمعها في كتاب و عمل حفل اشهار للكتاب كي تعم الفائدة . ذلك أن ابو خلدون هو ذاكرة المدينة كما أنه حارس الوعي فيها . لكن ظروفه الصحية حالت دون إتمام ما اتفقنا عليه .
ختاما . يرحل الكبار وأبو خلدون أحدهم . لكن يبقى ذكرهم موجودا . حينما يعود الناس إلى نتاجهم الفكري والأدبي من وقت إلى آخر .متمنيا على بلدية السلط الكبرى أن تسمى شارعا من شوارع المدينة بأسمه فهو يستحق بكل تأكيد. وأختم مقالتي هذه بهذه الأبيات الشعرية التي قالها حيدر محمود في رثاء حسنى فريز فهي تصلح أيضا أن تقال في أبي خلدون . الغارقون بوحل الأرض لا أحدا منهم وإن كان ذا مال يساويكا . تغدو الملايين صفرا بعد صاحبها . والشعر طول المدى يبقى و يبقيكا .
الدكتور محمود عواد الدباس. رحل المؤرخ و الشاعر الكبير الدكتور محمد عبدالرحيم عطيات ( ابو خلدون ) بعد حياة حافلة بالجد و المثابرة و الإنتاج الفكري والأدبي . رصيد فكري وأدبي كبير تركه أبو خلدون من القصائد الشعرية والمسرحيات والكتب الهامة . على الصعيد الشخصي لعلي كنت من أكثر الذين كانوا على تواصل مستمر مع الدكتور عطيات على مدار ثلاثة عقود متواصلة منذ كنت شابا صغيرا . ترافقنا كثيرا في مناسبات عديدة .كما تحاورنا كثيرا على بوابة مقهى القماز و في بيته الكريم . وهو من نقل لي جزء هاما من تاريخ المدينة الشفوي غير المكتوب مما زاد من مخزوني المعرفي في التاريخ الاجتماعي لمدينة السلط . لذلك كله كان الدكتور محمد عطيات هو استاذي بالمعنى الاجتماعي و الثقافي فمنه ومن خلاله زاد اهتمامي بالقامات الثقافية الكبيرة في تاريخ مدينة السلط وفي التاريخ الوطني بشكل عام.
لعل أخر واهم مناسبة فكرية كبيرة تخص أبو خلدون وكنت عريف الحفل بها هي إشهار كتاب ( السلط مواقف ومبادرات ) التي أقيمت في تشرين الثاني من العام 2022م في ديوان العطيات بحضور نخب فكرية و سياسية كبيرة و كثيرة . في هذا الحفل كنت أقرأ عددا من أشعاره على مسمع الحضور ما بين فقرة وأخرى من فقرات الحفل . كانت تلك الأشعار تتحدث عن السلط كمدينة للعيش المشترك . عن السلط كمدينة الجمال الطبيعي و المعماري . عن السلط كمدينة الانتماء القومي و تحديدا تجاه فلسطين . عن السلط كمدينة المبادرات الوطنية. كان هذا الحفل هو مسك الختام للشاعر الكبير المبدع الدكتور محمد عطيات . فبعد ذلك التاريخ لم يكن الظرف الصحي له يسمح باقامة مناسبات كبيرة تخصه ثقافيا لكن ومع ذلك الظرف الصحي فقد كان له إطلالات بسيطة في منتصف السنة الماضية وبداية السنة الحالية خلال حضوره بعض الفعاليات . في تلك الفعاليات كان جمهور الحضور يطلب من ابو خلدون الحديث .
في التوقف على واقع نظرته إلى الواقع الثقافي في مدينة السلط. كان أبو خلدون يكرر دوما مقولة نصها ( أن تاريخ المدينة الثقافي متقدم على واقعها الحالي) . وكان دافعه من ذلك أن تسترد المدينة القها الثقافي من جديد . ترجمة لذلك كان دوما ينتج نصوصا تؤكد عظمة المدينة . ولعل مسرحية( تل الجادور) التي تحكي قصة بناء مدرسة السلط الثانوية للبنين هي إحدى المقاطع الذهبية التي فاقت سقف الابداع المعهود في النصوص الأدبية والتي تم عرضها عدة مرات في عدة أماكن . سبق ذلك وضمن بوابة الشعر كتابته لقصيدة( نعنع) التي قدمت نقدا عميقا للواقع الاجتماعي.هذه القصيدة قدر لها أن تنتشر كثيرا لدرجة أن القراء والى يومنا هذا يعودون إلى قرأتها من جديد كلما توفرت أسباب مشابهة لأسباب كتابتها . أما من الناحية الاجتماعية فلم يولد ابو خلدون وفي فمه معلقة من ذهب . حيث كان رجلا عصاميا بنى نفسه بنفسه كما أنه دفع ثمن قناعاته السياسية في فترات متوسطة من عمره . أما منهجية التفكير لديه فقد كانت عقلية . ولعل اجمل حواراتنا وأعمقها كانت حول بلاغة النص القرآني . حيث كان يذهلني من قدراته اللغوية العالية جدا في إثبات الإعجاز القرآني .
في السنوات الثلاثة الأخيرة زاد تواصلي مع الدكتور محمد عطيات . كنت ضيفه في العديد من المرات وأهمها في إفطار رمضان في السنة الماضية والتي سبقتها . عدا عن لقاءات متعددة في مقهى القماز وفي أحيان أخرى كنا نكمل حوارنا في مطعم ابو خميس الشعبي . وفي الشهور الأخيرة الماضية كان الاتفاق بيننا على تسجيل مذكراته الشخصية كي يصار إلى جمعها في كتاب و عمل حفل اشهار للكتاب كي تعم الفائدة . ذلك أن ابو خلدون هو ذاكرة المدينة كما أنه حارس الوعي فيها . لكن ظروفه الصحية حالت دون إتمام ما اتفقنا عليه .
ختاما . يرحل الكبار وأبو خلدون أحدهم . لكن يبقى ذكرهم موجودا . حينما يعود الناس إلى نتاجهم الفكري والأدبي من وقت إلى آخر .متمنيا على بلدية السلط الكبرى أن تسمى شارعا من شوارع المدينة بأسمه فهو يستحق بكل تأكيد. وأختم مقالتي هذه بهذه الأبيات الشعرية التي قالها حيدر محمود في رثاء حسنى فريز فهي تصلح أيضا أن تقال في أبي خلدون . الغارقون بوحل الأرض لا أحدا منهم وإن كان ذا مال يساويكا . تغدو الملايين صفرا بعد صاحبها . والشعر طول المدى يبقى و يبقيكا .
الدكتور محمود عواد الدباس. رحل المؤرخ و الشاعر الكبير الدكتور محمد عبدالرحيم عطيات ( ابو خلدون ) بعد حياة حافلة بالجد و المثابرة و الإنتاج الفكري والأدبي . رصيد فكري وأدبي كبير تركه أبو خلدون من القصائد الشعرية والمسرحيات والكتب الهامة . على الصعيد الشخصي لعلي كنت من أكثر الذين كانوا على تواصل مستمر مع الدكتور عطيات على مدار ثلاثة عقود متواصلة منذ كنت شابا صغيرا . ترافقنا كثيرا في مناسبات عديدة .كما تحاورنا كثيرا على بوابة مقهى القماز و في بيته الكريم . وهو من نقل لي جزء هاما من تاريخ المدينة الشفوي غير المكتوب مما زاد من مخزوني المعرفي في التاريخ الاجتماعي لمدينة السلط . لذلك كله كان الدكتور محمد عطيات هو استاذي بالمعنى الاجتماعي و الثقافي فمنه ومن خلاله زاد اهتمامي بالقامات الثقافية الكبيرة في تاريخ مدينة السلط وفي التاريخ الوطني بشكل عام.
لعل أخر واهم مناسبة فكرية كبيرة تخص أبو خلدون وكنت عريف الحفل بها هي إشهار كتاب ( السلط مواقف ومبادرات ) التي أقيمت في تشرين الثاني من العام 2022م في ديوان العطيات بحضور نخب فكرية و سياسية كبيرة و كثيرة . في هذا الحفل كنت أقرأ عددا من أشعاره على مسمع الحضور ما بين فقرة وأخرى من فقرات الحفل . كانت تلك الأشعار تتحدث عن السلط كمدينة للعيش المشترك . عن السلط كمدينة الجمال الطبيعي و المعماري . عن السلط كمدينة الانتماء القومي و تحديدا تجاه فلسطين . عن السلط كمدينة المبادرات الوطنية. كان هذا الحفل هو مسك الختام للشاعر الكبير المبدع الدكتور محمد عطيات . فبعد ذلك التاريخ لم يكن الظرف الصحي له يسمح باقامة مناسبات كبيرة تخصه ثقافيا لكن ومع ذلك الظرف الصحي فقد كان له إطلالات بسيطة في منتصف السنة الماضية وبداية السنة الحالية خلال حضوره بعض الفعاليات . في تلك الفعاليات كان جمهور الحضور يطلب من ابو خلدون الحديث .
في التوقف على واقع نظرته إلى الواقع الثقافي في مدينة السلط. كان أبو خلدون يكرر دوما مقولة نصها ( أن تاريخ المدينة الثقافي متقدم على واقعها الحالي) . وكان دافعه من ذلك أن تسترد المدينة القها الثقافي من جديد . ترجمة لذلك كان دوما ينتج نصوصا تؤكد عظمة المدينة . ولعل مسرحية( تل الجادور) التي تحكي قصة بناء مدرسة السلط الثانوية للبنين هي إحدى المقاطع الذهبية التي فاقت سقف الابداع المعهود في النصوص الأدبية والتي تم عرضها عدة مرات في عدة أماكن . سبق ذلك وضمن بوابة الشعر كتابته لقصيدة( نعنع) التي قدمت نقدا عميقا للواقع الاجتماعي.هذه القصيدة قدر لها أن تنتشر كثيرا لدرجة أن القراء والى يومنا هذا يعودون إلى قرأتها من جديد كلما توفرت أسباب مشابهة لأسباب كتابتها . أما من الناحية الاجتماعية فلم يولد ابو خلدون وفي فمه معلقة من ذهب . حيث كان رجلا عصاميا بنى نفسه بنفسه كما أنه دفع ثمن قناعاته السياسية في فترات متوسطة من عمره . أما منهجية التفكير لديه فقد كانت عقلية . ولعل اجمل حواراتنا وأعمقها كانت حول بلاغة النص القرآني . حيث كان يذهلني من قدراته اللغوية العالية جدا في إثبات الإعجاز القرآني .
في السنوات الثلاثة الأخيرة زاد تواصلي مع الدكتور محمد عطيات . كنت ضيفه في العديد من المرات وأهمها في إفطار رمضان في السنة الماضية والتي سبقتها . عدا عن لقاءات متعددة في مقهى القماز وفي أحيان أخرى كنا نكمل حوارنا في مطعم ابو خميس الشعبي . وفي الشهور الأخيرة الماضية كان الاتفاق بيننا على تسجيل مذكراته الشخصية كي يصار إلى جمعها في كتاب و عمل حفل اشهار للكتاب كي تعم الفائدة . ذلك أن ابو خلدون هو ذاكرة المدينة كما أنه حارس الوعي فيها . لكن ظروفه الصحية حالت دون إتمام ما اتفقنا عليه .
ختاما . يرحل الكبار وأبو خلدون أحدهم . لكن يبقى ذكرهم موجودا . حينما يعود الناس إلى نتاجهم الفكري والأدبي من وقت إلى آخر .متمنيا على بلدية السلط الكبرى أن تسمى شارعا من شوارع المدينة بأسمه فهو يستحق بكل تأكيد. وأختم مقالتي هذه بهذه الأبيات الشعرية التي قالها حيدر محمود في رثاء حسنى فريز فهي تصلح أيضا أن تقال في أبي خلدون . الغارقون بوحل الأرض لا أحدا منهم وإن كان ذا مال يساويكا . تغدو الملايين صفرا بعد صاحبها . والشعر طول المدى يبقى و يبقيكا .
التعليقات