تبدو العلاقة الأردنية الإيرانية في أشد لحظات التعقيد هذه الأيام، وهذا يعود لاعتبارات مختلفة، حاول الأردن التخفيف من حدتها وتأثيرها، دون جدوى فعلية وسط شكوك متبادلة بين البلدين.
وزير الخارجية الإيراني يزور المنطقة مجددا بجولة تشمل الأردن، ومصر، وتركيا، وسبق هذه الجولة زيارات شملت كلا من لبنان وسورية والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان، ومن المؤكد هنا أن إيران تريد بكل الوسائل تجنب الحرب الإقليمية، فلا مصلحة لها باستدراجها نحو حرب إقليمية، تؤذي الشعب الإيراني وحياته واقتصاده، فوق العقوبات القائمة حاليا، والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا، وما هو متوقع أيضا خلال الفترة المقبلة.
إسرائيل تهدد إيران ليل نهار، لثلاثة اعتبارات، أولها المشروع النووي الإيراني، وثانيها دعم الجماعات العسكرية في غزة ولبنان واليمن وسورية والعراق التي تطلق صواريخها على إسرائيل، وثالثها الضربات الصاروخية التي وجهتها إيران مرتين نحو الاحتلال الإسرائيلي، والتي عبرت سماء الأردن في المرتين، وكانت الثانية أكثر مشاهدة وتأثيرا وإثارة أيضا. وزير الخارجية الأردني ذهب وزار طهران في شهر آب الماضي بعد ضربة الصواريخ الإيرانية الأولى التي وقعت في نيسان الماضي، وعلى خلفية التهديد بعمليات إيرانية جديدة بعد استهداف إسماعيل هنية في طهران، وكان سقف الزيارة الأردنية يتمحور حول نقطتين، الأولى محاولة تحسين العلاقة السياسية بين البلدين، ورفع مستويات الزيارات المتبادلة، وثانيهما إقناع إيران ألا تستخدم سماء الأردن لأي عمليات عسكرية لاحقة، حتى لا يجد الأردن نفسه وسط ساحة تراشق بالصواريخ بين إيران والاحتلال، بما يعنيه ذلك من تأثير على الأمن الداخلي. كانت الأجواء بعد زيارة وزير الخارجية الأردني إلى طهران إيجابية، ولم يكن متوقعا أبدا أن تعود طهران لاستعمال سماء الأردن في الضربة الثانية، خصوصا، أن الضربة الثانية سبقها لقاء بين زعامتي البلدين، في نيويورك خلال اجتماعات الأمم المتحدة، بما أعطى دلالة شبه إيجابية، وكان المحللون جميعا يتحدثون عن وجود مسارات بديلة عن الأردن لأي صواريخ إيرانية، حيث أن العراق وسورية ولبنان أقرب نهاية المطاف لتنفيذ هذه العمليات العسكرية. التوقيت الحالي أصبح حساسا جدا، لكل الأطراف، بما فيها إيران التي تحاول عبر دبلوماسية الساعة الأخيرة تجنب ضربة إسرائيلية، أو خفض سقفها وعدم استهداف منشآت نووية أو نفطية، وهذا يفسر أن أغلب زيارات وزير الخارجية الإيرانية كانت لدول على علاقة جيدة بالولايات المتحدة، في محاولات لإطفاء الرد الإسرائيلي، أو خفض مستواه على الأقل. إيران بعيدا عن النظرية التي تقول إنها تخلت عن حلفائها، ليس من مصلحتها الدخول في حرب إقليمية أو دولية، وعلينا أن نلاحظ دوما أن جهودها طوال العقود الماضية تمحورت حول تسليح جماعات عسكرية في دول مختلفة، وليس الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. المعلومات التي تتدفق تتحدث عن احتمال امتلاك إيران لأسلحة نووية دون إعلان، خصوصا، أن وزير الخارجية الأميركي صرح مؤخرا أن طهران بحاجة إلى أسبوع فقط من أجل صنع أسلحة نووية، وهذا يعني أن إيران قد تكون امتلكت بالفعل هكذا أسلحة، وهذا يفسر أن إيران في كل تصريحاتها الرسمية، واتصالاتها السياسية تكرر ذات السياق، أي أنها سترد بقوة هذه المرة في حال قامت إسرائيل بالاعتداء عليها، مما يضع كل المنطقة أمام أخطار متنوعة، تمر بالتفجيرات النووية، أو اندلاع حرب إقليمية واسعة، ودخول الولايات المتحدة طرفا مباشرا في القتال قبيل أسابيع من الانتخابات الأميركية، بما يعنيه ذلك من خلط لكل الأوراق. الخلاصة هنا أن زيارات الوزير الإيراني تحمل الرسالة ونقيضها، فإيران لا تريد الحرب، وهي تهدد برد قوي إذا وقعت، وهي أيضا تقول للدول العربية وفقا للمعلومات إن أي دولة ستقدم تسهيلات للضربة الإسرائيلية سيتم الرد عليها أيضا واستهدافها، بما يعني أننا أمام دبلوماسية الساعة الأخيرة قبل الحرب، وهي دبلوماسية قد تنجح، وقد تفشل.
ماهر ابو طير
تبدو العلاقة الأردنية الإيرانية في أشد لحظات التعقيد هذه الأيام، وهذا يعود لاعتبارات مختلفة، حاول الأردن التخفيف من حدتها وتأثيرها، دون جدوى فعلية وسط شكوك متبادلة بين البلدين.
وزير الخارجية الإيراني يزور المنطقة مجددا بجولة تشمل الأردن، ومصر، وتركيا، وسبق هذه الجولة زيارات شملت كلا من لبنان وسورية والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان، ومن المؤكد هنا أن إيران تريد بكل الوسائل تجنب الحرب الإقليمية، فلا مصلحة لها باستدراجها نحو حرب إقليمية، تؤذي الشعب الإيراني وحياته واقتصاده، فوق العقوبات القائمة حاليا، والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا، وما هو متوقع أيضا خلال الفترة المقبلة.
إسرائيل تهدد إيران ليل نهار، لثلاثة اعتبارات، أولها المشروع النووي الإيراني، وثانيها دعم الجماعات العسكرية في غزة ولبنان واليمن وسورية والعراق التي تطلق صواريخها على إسرائيل، وثالثها الضربات الصاروخية التي وجهتها إيران مرتين نحو الاحتلال الإسرائيلي، والتي عبرت سماء الأردن في المرتين، وكانت الثانية أكثر مشاهدة وتأثيرا وإثارة أيضا. وزير الخارجية الأردني ذهب وزار طهران في شهر آب الماضي بعد ضربة الصواريخ الإيرانية الأولى التي وقعت في نيسان الماضي، وعلى خلفية التهديد بعمليات إيرانية جديدة بعد استهداف إسماعيل هنية في طهران، وكان سقف الزيارة الأردنية يتمحور حول نقطتين، الأولى محاولة تحسين العلاقة السياسية بين البلدين، ورفع مستويات الزيارات المتبادلة، وثانيهما إقناع إيران ألا تستخدم سماء الأردن لأي عمليات عسكرية لاحقة، حتى لا يجد الأردن نفسه وسط ساحة تراشق بالصواريخ بين إيران والاحتلال، بما يعنيه ذلك من تأثير على الأمن الداخلي. كانت الأجواء بعد زيارة وزير الخارجية الأردني إلى طهران إيجابية، ولم يكن متوقعا أبدا أن تعود طهران لاستعمال سماء الأردن في الضربة الثانية، خصوصا، أن الضربة الثانية سبقها لقاء بين زعامتي البلدين، في نيويورك خلال اجتماعات الأمم المتحدة، بما أعطى دلالة شبه إيجابية، وكان المحللون جميعا يتحدثون عن وجود مسارات بديلة عن الأردن لأي صواريخ إيرانية، حيث أن العراق وسورية ولبنان أقرب نهاية المطاف لتنفيذ هذه العمليات العسكرية. التوقيت الحالي أصبح حساسا جدا، لكل الأطراف، بما فيها إيران التي تحاول عبر دبلوماسية الساعة الأخيرة تجنب ضربة إسرائيلية، أو خفض سقفها وعدم استهداف منشآت نووية أو نفطية، وهذا يفسر أن أغلب زيارات وزير الخارجية الإيرانية كانت لدول على علاقة جيدة بالولايات المتحدة، في محاولات لإطفاء الرد الإسرائيلي، أو خفض مستواه على الأقل. إيران بعيدا عن النظرية التي تقول إنها تخلت عن حلفائها، ليس من مصلحتها الدخول في حرب إقليمية أو دولية، وعلينا أن نلاحظ دوما أن جهودها طوال العقود الماضية تمحورت حول تسليح جماعات عسكرية في دول مختلفة، وليس الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. المعلومات التي تتدفق تتحدث عن احتمال امتلاك إيران لأسلحة نووية دون إعلان، خصوصا، أن وزير الخارجية الأميركي صرح مؤخرا أن طهران بحاجة إلى أسبوع فقط من أجل صنع أسلحة نووية، وهذا يعني أن إيران قد تكون امتلكت بالفعل هكذا أسلحة، وهذا يفسر أن إيران في كل تصريحاتها الرسمية، واتصالاتها السياسية تكرر ذات السياق، أي أنها سترد بقوة هذه المرة في حال قامت إسرائيل بالاعتداء عليها، مما يضع كل المنطقة أمام أخطار متنوعة، تمر بالتفجيرات النووية، أو اندلاع حرب إقليمية واسعة، ودخول الولايات المتحدة طرفا مباشرا في القتال قبيل أسابيع من الانتخابات الأميركية، بما يعنيه ذلك من خلط لكل الأوراق. الخلاصة هنا أن زيارات الوزير الإيراني تحمل الرسالة ونقيضها، فإيران لا تريد الحرب، وهي تهدد برد قوي إذا وقعت، وهي أيضا تقول للدول العربية وفقا للمعلومات إن أي دولة ستقدم تسهيلات للضربة الإسرائيلية سيتم الرد عليها أيضا واستهدافها، بما يعني أننا أمام دبلوماسية الساعة الأخيرة قبل الحرب، وهي دبلوماسية قد تنجح، وقد تفشل.
ماهر ابو طير
تبدو العلاقة الأردنية الإيرانية في أشد لحظات التعقيد هذه الأيام، وهذا يعود لاعتبارات مختلفة، حاول الأردن التخفيف من حدتها وتأثيرها، دون جدوى فعلية وسط شكوك متبادلة بين البلدين.
وزير الخارجية الإيراني يزور المنطقة مجددا بجولة تشمل الأردن، ومصر، وتركيا، وسبق هذه الجولة زيارات شملت كلا من لبنان وسورية والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان، ومن المؤكد هنا أن إيران تريد بكل الوسائل تجنب الحرب الإقليمية، فلا مصلحة لها باستدراجها نحو حرب إقليمية، تؤذي الشعب الإيراني وحياته واقتصاده، فوق العقوبات القائمة حاليا، والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا، وما هو متوقع أيضا خلال الفترة المقبلة.
إسرائيل تهدد إيران ليل نهار، لثلاثة اعتبارات، أولها المشروع النووي الإيراني، وثانيها دعم الجماعات العسكرية في غزة ولبنان واليمن وسورية والعراق التي تطلق صواريخها على إسرائيل، وثالثها الضربات الصاروخية التي وجهتها إيران مرتين نحو الاحتلال الإسرائيلي، والتي عبرت سماء الأردن في المرتين، وكانت الثانية أكثر مشاهدة وتأثيرا وإثارة أيضا. وزير الخارجية الأردني ذهب وزار طهران في شهر آب الماضي بعد ضربة الصواريخ الإيرانية الأولى التي وقعت في نيسان الماضي، وعلى خلفية التهديد بعمليات إيرانية جديدة بعد استهداف إسماعيل هنية في طهران، وكان سقف الزيارة الأردنية يتمحور حول نقطتين، الأولى محاولة تحسين العلاقة السياسية بين البلدين، ورفع مستويات الزيارات المتبادلة، وثانيهما إقناع إيران ألا تستخدم سماء الأردن لأي عمليات عسكرية لاحقة، حتى لا يجد الأردن نفسه وسط ساحة تراشق بالصواريخ بين إيران والاحتلال، بما يعنيه ذلك من تأثير على الأمن الداخلي. كانت الأجواء بعد زيارة وزير الخارجية الأردني إلى طهران إيجابية، ولم يكن متوقعا أبدا أن تعود طهران لاستعمال سماء الأردن في الضربة الثانية، خصوصا، أن الضربة الثانية سبقها لقاء بين زعامتي البلدين، في نيويورك خلال اجتماعات الأمم المتحدة، بما أعطى دلالة شبه إيجابية، وكان المحللون جميعا يتحدثون عن وجود مسارات بديلة عن الأردن لأي صواريخ إيرانية، حيث أن العراق وسورية ولبنان أقرب نهاية المطاف لتنفيذ هذه العمليات العسكرية. التوقيت الحالي أصبح حساسا جدا، لكل الأطراف، بما فيها إيران التي تحاول عبر دبلوماسية الساعة الأخيرة تجنب ضربة إسرائيلية، أو خفض سقفها وعدم استهداف منشآت نووية أو نفطية، وهذا يفسر أن أغلب زيارات وزير الخارجية الإيرانية كانت لدول على علاقة جيدة بالولايات المتحدة، في محاولات لإطفاء الرد الإسرائيلي، أو خفض مستواه على الأقل. إيران بعيدا عن النظرية التي تقول إنها تخلت عن حلفائها، ليس من مصلحتها الدخول في حرب إقليمية أو دولية، وعلينا أن نلاحظ دوما أن جهودها طوال العقود الماضية تمحورت حول تسليح جماعات عسكرية في دول مختلفة، وليس الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. المعلومات التي تتدفق تتحدث عن احتمال امتلاك إيران لأسلحة نووية دون إعلان، خصوصا، أن وزير الخارجية الأميركي صرح مؤخرا أن طهران بحاجة إلى أسبوع فقط من أجل صنع أسلحة نووية، وهذا يعني أن إيران قد تكون امتلكت بالفعل هكذا أسلحة، وهذا يفسر أن إيران في كل تصريحاتها الرسمية، واتصالاتها السياسية تكرر ذات السياق، أي أنها سترد بقوة هذه المرة في حال قامت إسرائيل بالاعتداء عليها، مما يضع كل المنطقة أمام أخطار متنوعة، تمر بالتفجيرات النووية، أو اندلاع حرب إقليمية واسعة، ودخول الولايات المتحدة طرفا مباشرا في القتال قبيل أسابيع من الانتخابات الأميركية، بما يعنيه ذلك من خلط لكل الأوراق. الخلاصة هنا أن زيارات الوزير الإيراني تحمل الرسالة ونقيضها، فإيران لا تريد الحرب، وهي تهدد برد قوي إذا وقعت، وهي أيضا تقول للدول العربية وفقا للمعلومات إن أي دولة ستقدم تسهيلات للضربة الإسرائيلية سيتم الرد عليها أيضا واستهدافها، بما يعني أننا أمام دبلوماسية الساعة الأخيرة قبل الحرب، وهي دبلوماسية قد تنجح، وقد تفشل.
التعليقات