المهندس عادل بصبوص
تشرفت وسعدت بالمشاركة بمعية معالي د. زيد حمزة في الأمسية الثقافية 'أدب السيرة الذاتية نماذج وتجارب' التي نظمها مشكوراً اتحاد الناشرين الأردنيين على هامش معرض عمان الدولي للكتاب الذي يختتم فعالياته مساء هذا اليوم، وقد تحدث معاليه عن أدب السير الذاتية بشكل عام ثم تطرق إلى سيرته الذاتية 'بين الطب والسياسة' التي نُشرت طبعتها الأولى عام 2010، فيما تحدثت بعده عن سيرتي الذاتية 'دورا سلوان وادي السير وبالعكس' التي نُشرت أواخر العام الماضي.
لقد عَكس حديث معاليه عن أدب السير الذاتية سعة اطلاع وثقافة عميقة في هذا المجال، وخاصة تأكيده على الأهمية الكبيرة للسير الذاتية كمصدر هام وأساسي في كتابة التاريخ، إضافة إلى استعراضه للعديد من السير الذاتية التي خلدها التاريخ لمشاهير وشخصيات عالمية من دول ومشارب وتخصصات مختلفة، وقد حظيت في نهاية الجلسة بنسخة موقعة من كتاب سيرته الذاتية وإهداء رقيق من معاليه.
لقد دفعني الانطباع الذي كونته عن د. زيد حمزة خلال الجلسة إلى الإسراع في قراءة كتاب سيرته الذاتية، لأفرغ منه في يوم واحد فقط، وقد استمتعت بقراءته لأسلوبه السلس والمشوق ولما تضمنه من معلومات بعضها لم يسبق لي معرفته من قبل، إضافة إلى احتوائه على مجموعة كبيرة جداً من الصور توثق مختلف مراحل حياته من الطفولة المبكرة حتى انشغاله بالعمل الحزبي في تسعينيات القرن الماضي أميناً عاماً لحزب التقدم والعدالة مروراً بتعيينه وزيراً للصحة في حكومة زيد الرفاعي عام 1985 ثم استقالته من المنصب أواخر عام 1988.
لن نقف عند المنعطفات والمراحل المهمة من حياة الكاتب فهي موجودة وموثقة في الكتاب ولا بد أن الكثيرين قد تحدثوا عنها بالتفصيل عند إطلاق وإشهار الكتاب قبل أربعة عشر عاماً، إلا أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى بعض الأحداث والمواقف ذات الأهمية البالغة والتي أشار إليها الكتاب والتي لا يعرفها الكثيرون، منها أن د. زيد حمزة قد تم توقيفه ودخل السجن لمدة تسعة عشر يوماً على أثر قيام شقيقه سهل حمزة قائد سلاح الجو الملكي الأردني بالهروب بطائرته العسكرية إلى مصر رافضاً تنفيذ الأوامر بضرب القوات المصرية في اليمن – خلال حرب اليمن أواخر عام 1962 -، كذلك المعارضة المستميتة والشرسة للدكتور حمزة عندما كان وزيراً للصحة لإنشاء المؤسسة الطبية العلاجية، والتي كان د. داوود حنانيا -الذي كان يحظى بدعم القوات المسلحة والقصر- عراب إنشائها، والتي لم يستمر وجودها أكثر من سنتين اثنتين بسبب تعارضها مع المنطق العلمي السليم واستحواذها على مهام أساسية لوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية.
لم يخف د. حمزة ميوله اليسارية وتأييده المتحفظ للشيوعية كما لم يخف معارضته الشديدة لسياسات الرئيس صدام حسين حيث تزامن غزو الكويت مع وجوده – أي د. حمزة – وزيراً في الحكومة الأردنية في ذلك الوقت، كذلك أكد مراراً على التمسك بما يعتقده مبادىء أساسية في حياته حتى لو تعارضت مع مصالحه الشخصية أو مع الإنطباعات والمواقف السائدة في ذلك الوقت.
لقد كان د. حمزة زاهداً كثيراً في الحديث عن الجوانب الشخصية والعائلية إلا التي اقتضتها الضرورة والسياق وركز في سيرته الذاتية على الجانبين الرئيسيين الذين استأثرا باهتمامه خلال مسيرة حياته الطويلة 'الطب والسياسة'، وقد شكلت سيرته الذاتية إضافة نوعية وهامة للتاريخ الأردني وخاصة حقبة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وهو يعتبر من ضمن القلائل من الشخصيات العامة الأردنية التي وثقت مسيرتها الحياتية في سير ذاتية، وهذا يعكس ميزتين مهمتين في شخصية من يتصدى لكتابة سيرته الذاتية الأولى الجرأة في الطرح والثانية تقييمه الإيجابي لمسيرته العملية، فمن يخلو سجله الشخصي من النجاحات الجوهرية والمثبتة لا يلجأ إلى كتابه سيرته الذاتية.
ختاماً بقي أن أقول أنني قد سعدت في هذه الأمسية بالتعرف عن قرب على د. زهير حمزة أطال الله في عمره، رغم أنني أقابله للمرة الأولى ضمن سياق ثقافي وأدبي وكنت قد التقيته قبل ذلك مرتين في عيادته كطبيب ومتخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة قبل أربعة عقود في عيادته الطبية في 'شارع السلط' – وسط البلد كمريض يعاني من إلتهاب حاد في الحنجرة واللوزتين.
المهندس عادل بصبوص
تشرفت وسعدت بالمشاركة بمعية معالي د. زيد حمزة في الأمسية الثقافية 'أدب السيرة الذاتية نماذج وتجارب' التي نظمها مشكوراً اتحاد الناشرين الأردنيين على هامش معرض عمان الدولي للكتاب الذي يختتم فعالياته مساء هذا اليوم، وقد تحدث معاليه عن أدب السير الذاتية بشكل عام ثم تطرق إلى سيرته الذاتية 'بين الطب والسياسة' التي نُشرت طبعتها الأولى عام 2010، فيما تحدثت بعده عن سيرتي الذاتية 'دورا سلوان وادي السير وبالعكس' التي نُشرت أواخر العام الماضي.
لقد عَكس حديث معاليه عن أدب السير الذاتية سعة اطلاع وثقافة عميقة في هذا المجال، وخاصة تأكيده على الأهمية الكبيرة للسير الذاتية كمصدر هام وأساسي في كتابة التاريخ، إضافة إلى استعراضه للعديد من السير الذاتية التي خلدها التاريخ لمشاهير وشخصيات عالمية من دول ومشارب وتخصصات مختلفة، وقد حظيت في نهاية الجلسة بنسخة موقعة من كتاب سيرته الذاتية وإهداء رقيق من معاليه.
لقد دفعني الانطباع الذي كونته عن د. زيد حمزة خلال الجلسة إلى الإسراع في قراءة كتاب سيرته الذاتية، لأفرغ منه في يوم واحد فقط، وقد استمتعت بقراءته لأسلوبه السلس والمشوق ولما تضمنه من معلومات بعضها لم يسبق لي معرفته من قبل، إضافة إلى احتوائه على مجموعة كبيرة جداً من الصور توثق مختلف مراحل حياته من الطفولة المبكرة حتى انشغاله بالعمل الحزبي في تسعينيات القرن الماضي أميناً عاماً لحزب التقدم والعدالة مروراً بتعيينه وزيراً للصحة في حكومة زيد الرفاعي عام 1985 ثم استقالته من المنصب أواخر عام 1988.
لن نقف عند المنعطفات والمراحل المهمة من حياة الكاتب فهي موجودة وموثقة في الكتاب ولا بد أن الكثيرين قد تحدثوا عنها بالتفصيل عند إطلاق وإشهار الكتاب قبل أربعة عشر عاماً، إلا أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى بعض الأحداث والمواقف ذات الأهمية البالغة والتي أشار إليها الكتاب والتي لا يعرفها الكثيرون، منها أن د. زيد حمزة قد تم توقيفه ودخل السجن لمدة تسعة عشر يوماً على أثر قيام شقيقه سهل حمزة قائد سلاح الجو الملكي الأردني بالهروب بطائرته العسكرية إلى مصر رافضاً تنفيذ الأوامر بضرب القوات المصرية في اليمن – خلال حرب اليمن أواخر عام 1962 -، كذلك المعارضة المستميتة والشرسة للدكتور حمزة عندما كان وزيراً للصحة لإنشاء المؤسسة الطبية العلاجية، والتي كان د. داوود حنانيا -الذي كان يحظى بدعم القوات المسلحة والقصر- عراب إنشائها، والتي لم يستمر وجودها أكثر من سنتين اثنتين بسبب تعارضها مع المنطق العلمي السليم واستحواذها على مهام أساسية لوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية.
لم يخف د. حمزة ميوله اليسارية وتأييده المتحفظ للشيوعية كما لم يخف معارضته الشديدة لسياسات الرئيس صدام حسين حيث تزامن غزو الكويت مع وجوده – أي د. حمزة – وزيراً في الحكومة الأردنية في ذلك الوقت، كذلك أكد مراراً على التمسك بما يعتقده مبادىء أساسية في حياته حتى لو تعارضت مع مصالحه الشخصية أو مع الإنطباعات والمواقف السائدة في ذلك الوقت.
لقد كان د. حمزة زاهداً كثيراً في الحديث عن الجوانب الشخصية والعائلية إلا التي اقتضتها الضرورة والسياق وركز في سيرته الذاتية على الجانبين الرئيسيين الذين استأثرا باهتمامه خلال مسيرة حياته الطويلة 'الطب والسياسة'، وقد شكلت سيرته الذاتية إضافة نوعية وهامة للتاريخ الأردني وخاصة حقبة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وهو يعتبر من ضمن القلائل من الشخصيات العامة الأردنية التي وثقت مسيرتها الحياتية في سير ذاتية، وهذا يعكس ميزتين مهمتين في شخصية من يتصدى لكتابة سيرته الذاتية الأولى الجرأة في الطرح والثانية تقييمه الإيجابي لمسيرته العملية، فمن يخلو سجله الشخصي من النجاحات الجوهرية والمثبتة لا يلجأ إلى كتابه سيرته الذاتية.
ختاماً بقي أن أقول أنني قد سعدت في هذه الأمسية بالتعرف عن قرب على د. زهير حمزة أطال الله في عمره، رغم أنني أقابله للمرة الأولى ضمن سياق ثقافي وأدبي وكنت قد التقيته قبل ذلك مرتين في عيادته كطبيب ومتخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة قبل أربعة عقود في عيادته الطبية في 'شارع السلط' – وسط البلد كمريض يعاني من إلتهاب حاد في الحنجرة واللوزتين.
المهندس عادل بصبوص
تشرفت وسعدت بالمشاركة بمعية معالي د. زيد حمزة في الأمسية الثقافية 'أدب السيرة الذاتية نماذج وتجارب' التي نظمها مشكوراً اتحاد الناشرين الأردنيين على هامش معرض عمان الدولي للكتاب الذي يختتم فعالياته مساء هذا اليوم، وقد تحدث معاليه عن أدب السير الذاتية بشكل عام ثم تطرق إلى سيرته الذاتية 'بين الطب والسياسة' التي نُشرت طبعتها الأولى عام 2010، فيما تحدثت بعده عن سيرتي الذاتية 'دورا سلوان وادي السير وبالعكس' التي نُشرت أواخر العام الماضي.
لقد عَكس حديث معاليه عن أدب السير الذاتية سعة اطلاع وثقافة عميقة في هذا المجال، وخاصة تأكيده على الأهمية الكبيرة للسير الذاتية كمصدر هام وأساسي في كتابة التاريخ، إضافة إلى استعراضه للعديد من السير الذاتية التي خلدها التاريخ لمشاهير وشخصيات عالمية من دول ومشارب وتخصصات مختلفة، وقد حظيت في نهاية الجلسة بنسخة موقعة من كتاب سيرته الذاتية وإهداء رقيق من معاليه.
لقد دفعني الانطباع الذي كونته عن د. زيد حمزة خلال الجلسة إلى الإسراع في قراءة كتاب سيرته الذاتية، لأفرغ منه في يوم واحد فقط، وقد استمتعت بقراءته لأسلوبه السلس والمشوق ولما تضمنه من معلومات بعضها لم يسبق لي معرفته من قبل، إضافة إلى احتوائه على مجموعة كبيرة جداً من الصور توثق مختلف مراحل حياته من الطفولة المبكرة حتى انشغاله بالعمل الحزبي في تسعينيات القرن الماضي أميناً عاماً لحزب التقدم والعدالة مروراً بتعيينه وزيراً للصحة في حكومة زيد الرفاعي عام 1985 ثم استقالته من المنصب أواخر عام 1988.
لن نقف عند المنعطفات والمراحل المهمة من حياة الكاتب فهي موجودة وموثقة في الكتاب ولا بد أن الكثيرين قد تحدثوا عنها بالتفصيل عند إطلاق وإشهار الكتاب قبل أربعة عشر عاماً، إلا أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى بعض الأحداث والمواقف ذات الأهمية البالغة والتي أشار إليها الكتاب والتي لا يعرفها الكثيرون، منها أن د. زيد حمزة قد تم توقيفه ودخل السجن لمدة تسعة عشر يوماً على أثر قيام شقيقه سهل حمزة قائد سلاح الجو الملكي الأردني بالهروب بطائرته العسكرية إلى مصر رافضاً تنفيذ الأوامر بضرب القوات المصرية في اليمن – خلال حرب اليمن أواخر عام 1962 -، كذلك المعارضة المستميتة والشرسة للدكتور حمزة عندما كان وزيراً للصحة لإنشاء المؤسسة الطبية العلاجية، والتي كان د. داوود حنانيا -الذي كان يحظى بدعم القوات المسلحة والقصر- عراب إنشائها، والتي لم يستمر وجودها أكثر من سنتين اثنتين بسبب تعارضها مع المنطق العلمي السليم واستحواذها على مهام أساسية لوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية.
لم يخف د. حمزة ميوله اليسارية وتأييده المتحفظ للشيوعية كما لم يخف معارضته الشديدة لسياسات الرئيس صدام حسين حيث تزامن غزو الكويت مع وجوده – أي د. حمزة – وزيراً في الحكومة الأردنية في ذلك الوقت، كذلك أكد مراراً على التمسك بما يعتقده مبادىء أساسية في حياته حتى لو تعارضت مع مصالحه الشخصية أو مع الإنطباعات والمواقف السائدة في ذلك الوقت.
لقد كان د. حمزة زاهداً كثيراً في الحديث عن الجوانب الشخصية والعائلية إلا التي اقتضتها الضرورة والسياق وركز في سيرته الذاتية على الجانبين الرئيسيين الذين استأثرا باهتمامه خلال مسيرة حياته الطويلة 'الطب والسياسة'، وقد شكلت سيرته الذاتية إضافة نوعية وهامة للتاريخ الأردني وخاصة حقبة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وهو يعتبر من ضمن القلائل من الشخصيات العامة الأردنية التي وثقت مسيرتها الحياتية في سير ذاتية، وهذا يعكس ميزتين مهمتين في شخصية من يتصدى لكتابة سيرته الذاتية الأولى الجرأة في الطرح والثانية تقييمه الإيجابي لمسيرته العملية، فمن يخلو سجله الشخصي من النجاحات الجوهرية والمثبتة لا يلجأ إلى كتابه سيرته الذاتية.
ختاماً بقي أن أقول أنني قد سعدت في هذه الأمسية بالتعرف عن قرب على د. زهير حمزة أطال الله في عمره، رغم أنني أقابله للمرة الأولى ضمن سياق ثقافي وأدبي وكنت قد التقيته قبل ذلك مرتين في عيادته كطبيب ومتخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة قبل أربعة عقود في عيادته الطبية في 'شارع السلط' – وسط البلد كمريض يعاني من إلتهاب حاد في الحنجرة واللوزتين.
التعليقات