لست أريد سرد تاريخ الأحزاب في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن أرغب في توضيح وتحليل ما وصل اليه السباق الانتخابي الرئاسي مؤخراً ، أي ما يتصل بمجريات أخر اسبوع قبل اجراء الانتخابات واعلان النتائج الأخيرة بين الديمقراطيين والجمهوريين وفي المراحل الاخيرة من التنافس بينهما.
أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب ، منذ حوالي سنتين نيته الترشح للانتخابات الرئاسية للعام الحالي 2024م ، وهذه المقارنة من الناحية الزمنية يقابلها اعلان المرشحة كامالا هاريس ترشحها بعده بفترة لخوض رالي الانتخابات ، فمنذ سنتين عمل ترامب وبتركيز على حملته الانتخابية وبالتحديد في المجتمع العربي الامريكي وبشكل كامل ، خاصة ان المسلمين والمسيحيين منهم كانوا يدعمون الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية السابقة ، وهذه الحملة مدعومة من رجل الأعمال مسعد بولس ؛ والد مايكل مسعد بولس زوج ابنته تيفاني وهو لبناني الأصل ، ومن المعلوم أن نسيبه مايكل هو وريث مجموعة Boulos Enterprises النيجيرية ، والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وتعمل في توزيع الدراجات ، وبالتالي فان والد مايكل هو من يقود الملف الهام في حملة ترامب ، وقد أوضح ترامب بأن نسيبه والد مايكل نجح بشكل باهر في ذلك الملف الانتخابي ، خاصة في ولاية ميشيغان ، وتحديداً المجتمع الاسلامي الذي اصبح الان يدعم ترامب.
وبحسب استطلاعات الراي العام الامريكي فان الكفة ترجح لصالح ترامب في الولايات المتأرجحة ، والسؤال كيف نجح ترامب في كسب هذه الولايات المتأرجحة؟ ، السبب الاول هي المشكلة الاجتماعية في امريكا خاصة دعم المرشحة هاريس لموضوع تغيير الجنس لعمر أقل من 18 سنة في المدارس وبدون أخذ الإذن أو الرأي من الأهالي ، والعمل على اعطاء هرمونات تساعد في هذه العملية ، ويتبعها تغيير الجنس ثم الاسماء لهؤلاء المتحولين ، وهذا كما يشاع بأنه حدث مع ابن ايلون ماسك في ولاية كاليفورنيا والذي تحول الى أنثى، ودون معرفة والده ، مما دفع والده ايلون ماسك الى أن ينتقل من ولاية كاليفورنيا الى ولاية أخرى لا تعتمد قانون التحول الجنسي في المدارس ، وبالتالي انضم الى حملة دعم ترامب ، والاهم أن الجالية العربية في امريكا هي الاخرى ترفض هذا القانون والممارسة وبالتالي تساند وتقف مع ترامب ضد المرشحة هاريس ، التي خسرت الجالية العربية بالكامل وبجميع اطيافها واعراقها ، ومن جهة أخرى وعد ترامب الجالية العربية وبشكل خاص اللبنانية بأنه سيبذل جهوده من أجل جلب السلام والأمن ووقف الحرب المشتعلة اليوم في الشرق الأوسط ، والتي على ما يبدو ستتفاقم وتتوسع إلى حرب اقليمية فيما لو ربحت المرشحة هاريس السباق الانتخابي وذلك حسب خطابات ترامب.
يمدح ترامب في خطاباته وجولاته الانتخابية الجالية العربية خاصة اللبنانية في أمريكا ، مشيراً أنهم متميزون وناجحون اقتصادياً في اعمالهم واستثماراتهم في امريكا، واعداً اياهم بحل الصراع الدائر والعمل على احلال السلام ، خاصة أن الشعوب والمجتمعات هناك في منطقتنا تعاني من الحرب الطويلة ، وأضاف ترامب في خطاباته بأن سيجعل من أمريكا عظيمة مجدداً وأمريكا قوية وأفضل، والأهم وقف تدفق المهاجرين من الدول اللاتينية الى امريكا ، موجهاً الاتهام بان سياسة هاريس والديمقراطيين سابقاً هم من ساهموا في ادخال وتدفق افواج المهاجرين الى امريكا ، بمن فيهم حوالي 21 مليون من فنزويلا من السجناء الارهابيين دخلوا حدود امريكا لصالح التصويت للمرشحة هاريس ، الأمر الذي تفاقم معه الوضع الامني وانتشرت الفوضى في بعض الولايات، مثل ولاية لويزيانا التي تعاني الفوضى بسبب تزايد الهجرة غير الشرعية ، هؤلاء المهاجرين الذين يقتحمون المساكن ويدخلون على المواطنين في بيوتهم ويعرضون اصحابها للخطر وبيوتهم للخراب ويشعلونها ، مما ترتب عليه صدامات بين الامن الامريكي وهؤلاء المهاجرين في بعض الولايات مثل ضواحي نيويورك. يريد ترامب حسم موضوع المهاجرين غير الشرعيين خاصة الارهابيين منهم ، ومن الملفات الاخرى في الشأن الداخلي الامريكي موضوع الصحة والغذاء ، ترامب يريد فرض قيود ومنع استخدام الاغذية المصنعة والمواد المضافة على الاغذية في الولايات المنتجة للغذاء ، معلناً رغبته مستقبلاً تسليم كينيدي المرشح السابق ملف الاغذية والصحة في حال فاز ترامب بالرئاسة وذلك انطلاقاً من تحالف جرى بينهم ، ومن المشاكل والملفات الاخرى موضوع التضخم وتحسين الوضع الاقتصادي حيث وعد ترامب بأنه سينجح في هذا الملف، خاصة انه نجح في ذلك في ولايته عندما كان رئيساً سابقاً، وسيحاول تخفيض سعر البترول ، والذي سيؤدي الى انخفاض الاسعار على الشعب الامريكي وعالمياً. والموضوع الابرز والاهم اليوم هو الصراع المحتدم في الشرق الاوسط في غزة ولبنان ، وكذلك الصراع مع ايران المشتعل والمتوتر حالياً ، وفيما يخص موضوع وملف ايران صرح ان موقفه سيكون واضح ومعروف ولكنه لا يستطيع الادلاء به الان باعتباره ليس الرئيس حالياً ، ولكن اعلن ان لديه افكار قوية وعندما وجه اليه سؤال قبل الضربة الاسرائيلية لايران، لو كنت رئيساً للولايات المتحدة الامريكية ماذ ستفعل؟ صرح وبدون تردد انه سوف يضرب المفاعل النووي الايراني، وسابقاً عندما كان رئيساً للولايات المتحدة الامريكية أوقف المفاوضات مع ايران في الملف النووي ، كما حجز الاموال المتعلقة بهذا الملف ، بينما عمل الديمقراطيين وتحديداً في رئاسة بايدن على رفع الحجز عن الأموال الايرانية وجرى تفاوض حولها ، كما صرح ترامب بأن سوف يقضي على السيئين في المنطقة، وانه يرغب في ان يعم السلام في الشرق الأوسط، ويريد ايضاً العمل على اجراء مفاوضات بين كل الاطراف المتنازعة، ومن جهة أخرى تربطه علاقة قوية مع نتنياهو والجالية اليهودية في امريكا والتي تدعم حملته الانتخابية مالياً .
اتوقع بأنه سوف يكون له موقف منصف للجميع باعتبار هدفه هو السلام في الشرق الاوسط، والاهم أن الشرق الاوسط الجديد سوف يكون أساسه السلام والانتعاش الاقتصادي، وحتى بعد هذه الحروب التي طالت لعقود في المنطقة خاصة المنطقة العربية والتي تشهد تدهوراً اقتصادياً ، ولكن لم ينجح سابقاً مشروع ترامب الذي طرحه مع كوشنير ولم يفوز أيضاً بالرئاسة السابقة فكان تدهور الاوضاع واشتعال حرب غزة ، وتفاقم الامور لاحقاً وبالوضع الذي نعيشه حالياً مع وجود مخاوف من تفاقم الاوضاع لحرب اقليمية.
اعتقد أن تمكن ترامب من الفوز والوصول الى البيت الابيض وبعد هذه الحروب المشتعلة سوف يكون له دور في ايقاف الحرب والسعي لحل الازمة ، وسيساهم فوزه في حل المشاكل الاقتصادية في امريكا مما سينعكس على العالم كله ، باعتبار هدفه خفض اسعار النفط العالمي والذي سيؤدي الى انخفاض الاسعار على المواطنين ، اتمنى أن يحقق اهدافه والاهم نشر السلام في الشرق الاوسط ، خاصة الصراع الفلسطيني مع اسرائيل ، والذي اذا لم يحل هذا الملف لن يكون هناك سلام في الشرق الاوسط ، ومن الواضح استناداً الى نتائج الاستطلاعات فوز ترامب لغاية الآن، وبواقع نسبة 47% من اصوات المشاركين مقابل 45 % من اصوات المشاركين لهاريس، ولكن تبقى النتيجة غير نهائية وربما تطرأ هناك تغييرات أخرى ما دام السباق الانتخابي ما يزال قائماً.
كريستين حنا نصر
لست أريد سرد تاريخ الأحزاب في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن أرغب في توضيح وتحليل ما وصل اليه السباق الانتخابي الرئاسي مؤخراً ، أي ما يتصل بمجريات أخر اسبوع قبل اجراء الانتخابات واعلان النتائج الأخيرة بين الديمقراطيين والجمهوريين وفي المراحل الاخيرة من التنافس بينهما.
أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب ، منذ حوالي سنتين نيته الترشح للانتخابات الرئاسية للعام الحالي 2024م ، وهذه المقارنة من الناحية الزمنية يقابلها اعلان المرشحة كامالا هاريس ترشحها بعده بفترة لخوض رالي الانتخابات ، فمنذ سنتين عمل ترامب وبتركيز على حملته الانتخابية وبالتحديد في المجتمع العربي الامريكي وبشكل كامل ، خاصة ان المسلمين والمسيحيين منهم كانوا يدعمون الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية السابقة ، وهذه الحملة مدعومة من رجل الأعمال مسعد بولس ؛ والد مايكل مسعد بولس زوج ابنته تيفاني وهو لبناني الأصل ، ومن المعلوم أن نسيبه مايكل هو وريث مجموعة Boulos Enterprises النيجيرية ، والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وتعمل في توزيع الدراجات ، وبالتالي فان والد مايكل هو من يقود الملف الهام في حملة ترامب ، وقد أوضح ترامب بأن نسيبه والد مايكل نجح بشكل باهر في ذلك الملف الانتخابي ، خاصة في ولاية ميشيغان ، وتحديداً المجتمع الاسلامي الذي اصبح الان يدعم ترامب.
وبحسب استطلاعات الراي العام الامريكي فان الكفة ترجح لصالح ترامب في الولايات المتأرجحة ، والسؤال كيف نجح ترامب في كسب هذه الولايات المتأرجحة؟ ، السبب الاول هي المشكلة الاجتماعية في امريكا خاصة دعم المرشحة هاريس لموضوع تغيير الجنس لعمر أقل من 18 سنة في المدارس وبدون أخذ الإذن أو الرأي من الأهالي ، والعمل على اعطاء هرمونات تساعد في هذه العملية ، ويتبعها تغيير الجنس ثم الاسماء لهؤلاء المتحولين ، وهذا كما يشاع بأنه حدث مع ابن ايلون ماسك في ولاية كاليفورنيا والذي تحول الى أنثى، ودون معرفة والده ، مما دفع والده ايلون ماسك الى أن ينتقل من ولاية كاليفورنيا الى ولاية أخرى لا تعتمد قانون التحول الجنسي في المدارس ، وبالتالي انضم الى حملة دعم ترامب ، والاهم أن الجالية العربية في امريكا هي الاخرى ترفض هذا القانون والممارسة وبالتالي تساند وتقف مع ترامب ضد المرشحة هاريس ، التي خسرت الجالية العربية بالكامل وبجميع اطيافها واعراقها ، ومن جهة أخرى وعد ترامب الجالية العربية وبشكل خاص اللبنانية بأنه سيبذل جهوده من أجل جلب السلام والأمن ووقف الحرب المشتعلة اليوم في الشرق الأوسط ، والتي على ما يبدو ستتفاقم وتتوسع إلى حرب اقليمية فيما لو ربحت المرشحة هاريس السباق الانتخابي وذلك حسب خطابات ترامب.
يمدح ترامب في خطاباته وجولاته الانتخابية الجالية العربية خاصة اللبنانية في أمريكا ، مشيراً أنهم متميزون وناجحون اقتصادياً في اعمالهم واستثماراتهم في امريكا، واعداً اياهم بحل الصراع الدائر والعمل على احلال السلام ، خاصة أن الشعوب والمجتمعات هناك في منطقتنا تعاني من الحرب الطويلة ، وأضاف ترامب في خطاباته بأن سيجعل من أمريكا عظيمة مجدداً وأمريكا قوية وأفضل، والأهم وقف تدفق المهاجرين من الدول اللاتينية الى امريكا ، موجهاً الاتهام بان سياسة هاريس والديمقراطيين سابقاً هم من ساهموا في ادخال وتدفق افواج المهاجرين الى امريكا ، بمن فيهم حوالي 21 مليون من فنزويلا من السجناء الارهابيين دخلوا حدود امريكا لصالح التصويت للمرشحة هاريس ، الأمر الذي تفاقم معه الوضع الامني وانتشرت الفوضى في بعض الولايات، مثل ولاية لويزيانا التي تعاني الفوضى بسبب تزايد الهجرة غير الشرعية ، هؤلاء المهاجرين الذين يقتحمون المساكن ويدخلون على المواطنين في بيوتهم ويعرضون اصحابها للخطر وبيوتهم للخراب ويشعلونها ، مما ترتب عليه صدامات بين الامن الامريكي وهؤلاء المهاجرين في بعض الولايات مثل ضواحي نيويورك. يريد ترامب حسم موضوع المهاجرين غير الشرعيين خاصة الارهابيين منهم ، ومن الملفات الاخرى في الشأن الداخلي الامريكي موضوع الصحة والغذاء ، ترامب يريد فرض قيود ومنع استخدام الاغذية المصنعة والمواد المضافة على الاغذية في الولايات المنتجة للغذاء ، معلناً رغبته مستقبلاً تسليم كينيدي المرشح السابق ملف الاغذية والصحة في حال فاز ترامب بالرئاسة وذلك انطلاقاً من تحالف جرى بينهم ، ومن المشاكل والملفات الاخرى موضوع التضخم وتحسين الوضع الاقتصادي حيث وعد ترامب بأنه سينجح في هذا الملف، خاصة انه نجح في ذلك في ولايته عندما كان رئيساً سابقاً، وسيحاول تخفيض سعر البترول ، والذي سيؤدي الى انخفاض الاسعار على الشعب الامريكي وعالمياً. والموضوع الابرز والاهم اليوم هو الصراع المحتدم في الشرق الاوسط في غزة ولبنان ، وكذلك الصراع مع ايران المشتعل والمتوتر حالياً ، وفيما يخص موضوع وملف ايران صرح ان موقفه سيكون واضح ومعروف ولكنه لا يستطيع الادلاء به الان باعتباره ليس الرئيس حالياً ، ولكن اعلن ان لديه افكار قوية وعندما وجه اليه سؤال قبل الضربة الاسرائيلية لايران، لو كنت رئيساً للولايات المتحدة الامريكية ماذ ستفعل؟ صرح وبدون تردد انه سوف يضرب المفاعل النووي الايراني، وسابقاً عندما كان رئيساً للولايات المتحدة الامريكية أوقف المفاوضات مع ايران في الملف النووي ، كما حجز الاموال المتعلقة بهذا الملف ، بينما عمل الديمقراطيين وتحديداً في رئاسة بايدن على رفع الحجز عن الأموال الايرانية وجرى تفاوض حولها ، كما صرح ترامب بأن سوف يقضي على السيئين في المنطقة، وانه يرغب في ان يعم السلام في الشرق الأوسط، ويريد ايضاً العمل على اجراء مفاوضات بين كل الاطراف المتنازعة، ومن جهة أخرى تربطه علاقة قوية مع نتنياهو والجالية اليهودية في امريكا والتي تدعم حملته الانتخابية مالياً .
اتوقع بأنه سوف يكون له موقف منصف للجميع باعتبار هدفه هو السلام في الشرق الاوسط، والاهم أن الشرق الاوسط الجديد سوف يكون أساسه السلام والانتعاش الاقتصادي، وحتى بعد هذه الحروب التي طالت لعقود في المنطقة خاصة المنطقة العربية والتي تشهد تدهوراً اقتصادياً ، ولكن لم ينجح سابقاً مشروع ترامب الذي طرحه مع كوشنير ولم يفوز أيضاً بالرئاسة السابقة فكان تدهور الاوضاع واشتعال حرب غزة ، وتفاقم الامور لاحقاً وبالوضع الذي نعيشه حالياً مع وجود مخاوف من تفاقم الاوضاع لحرب اقليمية.
اعتقد أن تمكن ترامب من الفوز والوصول الى البيت الابيض وبعد هذه الحروب المشتعلة سوف يكون له دور في ايقاف الحرب والسعي لحل الازمة ، وسيساهم فوزه في حل المشاكل الاقتصادية في امريكا مما سينعكس على العالم كله ، باعتبار هدفه خفض اسعار النفط العالمي والذي سيؤدي الى انخفاض الاسعار على المواطنين ، اتمنى أن يحقق اهدافه والاهم نشر السلام في الشرق الاوسط ، خاصة الصراع الفلسطيني مع اسرائيل ، والذي اذا لم يحل هذا الملف لن يكون هناك سلام في الشرق الاوسط ، ومن الواضح استناداً الى نتائج الاستطلاعات فوز ترامب لغاية الآن، وبواقع نسبة 47% من اصوات المشاركين مقابل 45 % من اصوات المشاركين لهاريس، ولكن تبقى النتيجة غير نهائية وربما تطرأ هناك تغييرات أخرى ما دام السباق الانتخابي ما يزال قائماً.
كريستين حنا نصر
لست أريد سرد تاريخ الأحزاب في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن أرغب في توضيح وتحليل ما وصل اليه السباق الانتخابي الرئاسي مؤخراً ، أي ما يتصل بمجريات أخر اسبوع قبل اجراء الانتخابات واعلان النتائج الأخيرة بين الديمقراطيين والجمهوريين وفي المراحل الاخيرة من التنافس بينهما.
أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب ، منذ حوالي سنتين نيته الترشح للانتخابات الرئاسية للعام الحالي 2024م ، وهذه المقارنة من الناحية الزمنية يقابلها اعلان المرشحة كامالا هاريس ترشحها بعده بفترة لخوض رالي الانتخابات ، فمنذ سنتين عمل ترامب وبتركيز على حملته الانتخابية وبالتحديد في المجتمع العربي الامريكي وبشكل كامل ، خاصة ان المسلمين والمسيحيين منهم كانوا يدعمون الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية السابقة ، وهذه الحملة مدعومة من رجل الأعمال مسعد بولس ؛ والد مايكل مسعد بولس زوج ابنته تيفاني وهو لبناني الأصل ، ومن المعلوم أن نسيبه مايكل هو وريث مجموعة Boulos Enterprises النيجيرية ، والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وتعمل في توزيع الدراجات ، وبالتالي فان والد مايكل هو من يقود الملف الهام في حملة ترامب ، وقد أوضح ترامب بأن نسيبه والد مايكل نجح بشكل باهر في ذلك الملف الانتخابي ، خاصة في ولاية ميشيغان ، وتحديداً المجتمع الاسلامي الذي اصبح الان يدعم ترامب.
وبحسب استطلاعات الراي العام الامريكي فان الكفة ترجح لصالح ترامب في الولايات المتأرجحة ، والسؤال كيف نجح ترامب في كسب هذه الولايات المتأرجحة؟ ، السبب الاول هي المشكلة الاجتماعية في امريكا خاصة دعم المرشحة هاريس لموضوع تغيير الجنس لعمر أقل من 18 سنة في المدارس وبدون أخذ الإذن أو الرأي من الأهالي ، والعمل على اعطاء هرمونات تساعد في هذه العملية ، ويتبعها تغيير الجنس ثم الاسماء لهؤلاء المتحولين ، وهذا كما يشاع بأنه حدث مع ابن ايلون ماسك في ولاية كاليفورنيا والذي تحول الى أنثى، ودون معرفة والده ، مما دفع والده ايلون ماسك الى أن ينتقل من ولاية كاليفورنيا الى ولاية أخرى لا تعتمد قانون التحول الجنسي في المدارس ، وبالتالي انضم الى حملة دعم ترامب ، والاهم أن الجالية العربية في امريكا هي الاخرى ترفض هذا القانون والممارسة وبالتالي تساند وتقف مع ترامب ضد المرشحة هاريس ، التي خسرت الجالية العربية بالكامل وبجميع اطيافها واعراقها ، ومن جهة أخرى وعد ترامب الجالية العربية وبشكل خاص اللبنانية بأنه سيبذل جهوده من أجل جلب السلام والأمن ووقف الحرب المشتعلة اليوم في الشرق الأوسط ، والتي على ما يبدو ستتفاقم وتتوسع إلى حرب اقليمية فيما لو ربحت المرشحة هاريس السباق الانتخابي وذلك حسب خطابات ترامب.
يمدح ترامب في خطاباته وجولاته الانتخابية الجالية العربية خاصة اللبنانية في أمريكا ، مشيراً أنهم متميزون وناجحون اقتصادياً في اعمالهم واستثماراتهم في امريكا، واعداً اياهم بحل الصراع الدائر والعمل على احلال السلام ، خاصة أن الشعوب والمجتمعات هناك في منطقتنا تعاني من الحرب الطويلة ، وأضاف ترامب في خطاباته بأن سيجعل من أمريكا عظيمة مجدداً وأمريكا قوية وأفضل، والأهم وقف تدفق المهاجرين من الدول اللاتينية الى امريكا ، موجهاً الاتهام بان سياسة هاريس والديمقراطيين سابقاً هم من ساهموا في ادخال وتدفق افواج المهاجرين الى امريكا ، بمن فيهم حوالي 21 مليون من فنزويلا من السجناء الارهابيين دخلوا حدود امريكا لصالح التصويت للمرشحة هاريس ، الأمر الذي تفاقم معه الوضع الامني وانتشرت الفوضى في بعض الولايات، مثل ولاية لويزيانا التي تعاني الفوضى بسبب تزايد الهجرة غير الشرعية ، هؤلاء المهاجرين الذين يقتحمون المساكن ويدخلون على المواطنين في بيوتهم ويعرضون اصحابها للخطر وبيوتهم للخراب ويشعلونها ، مما ترتب عليه صدامات بين الامن الامريكي وهؤلاء المهاجرين في بعض الولايات مثل ضواحي نيويورك. يريد ترامب حسم موضوع المهاجرين غير الشرعيين خاصة الارهابيين منهم ، ومن الملفات الاخرى في الشأن الداخلي الامريكي موضوع الصحة والغذاء ، ترامب يريد فرض قيود ومنع استخدام الاغذية المصنعة والمواد المضافة على الاغذية في الولايات المنتجة للغذاء ، معلناً رغبته مستقبلاً تسليم كينيدي المرشح السابق ملف الاغذية والصحة في حال فاز ترامب بالرئاسة وذلك انطلاقاً من تحالف جرى بينهم ، ومن المشاكل والملفات الاخرى موضوع التضخم وتحسين الوضع الاقتصادي حيث وعد ترامب بأنه سينجح في هذا الملف، خاصة انه نجح في ذلك في ولايته عندما كان رئيساً سابقاً، وسيحاول تخفيض سعر البترول ، والذي سيؤدي الى انخفاض الاسعار على الشعب الامريكي وعالمياً. والموضوع الابرز والاهم اليوم هو الصراع المحتدم في الشرق الاوسط في غزة ولبنان ، وكذلك الصراع مع ايران المشتعل والمتوتر حالياً ، وفيما يخص موضوع وملف ايران صرح ان موقفه سيكون واضح ومعروف ولكنه لا يستطيع الادلاء به الان باعتباره ليس الرئيس حالياً ، ولكن اعلن ان لديه افكار قوية وعندما وجه اليه سؤال قبل الضربة الاسرائيلية لايران، لو كنت رئيساً للولايات المتحدة الامريكية ماذ ستفعل؟ صرح وبدون تردد انه سوف يضرب المفاعل النووي الايراني، وسابقاً عندما كان رئيساً للولايات المتحدة الامريكية أوقف المفاوضات مع ايران في الملف النووي ، كما حجز الاموال المتعلقة بهذا الملف ، بينما عمل الديمقراطيين وتحديداً في رئاسة بايدن على رفع الحجز عن الأموال الايرانية وجرى تفاوض حولها ، كما صرح ترامب بأن سوف يقضي على السيئين في المنطقة، وانه يرغب في ان يعم السلام في الشرق الأوسط، ويريد ايضاً العمل على اجراء مفاوضات بين كل الاطراف المتنازعة، ومن جهة أخرى تربطه علاقة قوية مع نتنياهو والجالية اليهودية في امريكا والتي تدعم حملته الانتخابية مالياً .
اتوقع بأنه سوف يكون له موقف منصف للجميع باعتبار هدفه هو السلام في الشرق الاوسط، والاهم أن الشرق الاوسط الجديد سوف يكون أساسه السلام والانتعاش الاقتصادي، وحتى بعد هذه الحروب التي طالت لعقود في المنطقة خاصة المنطقة العربية والتي تشهد تدهوراً اقتصادياً ، ولكن لم ينجح سابقاً مشروع ترامب الذي طرحه مع كوشنير ولم يفوز أيضاً بالرئاسة السابقة فكان تدهور الاوضاع واشتعال حرب غزة ، وتفاقم الامور لاحقاً وبالوضع الذي نعيشه حالياً مع وجود مخاوف من تفاقم الاوضاع لحرب اقليمية.
اعتقد أن تمكن ترامب من الفوز والوصول الى البيت الابيض وبعد هذه الحروب المشتعلة سوف يكون له دور في ايقاف الحرب والسعي لحل الازمة ، وسيساهم فوزه في حل المشاكل الاقتصادية في امريكا مما سينعكس على العالم كله ، باعتبار هدفه خفض اسعار النفط العالمي والذي سيؤدي الى انخفاض الاسعار على المواطنين ، اتمنى أن يحقق اهدافه والاهم نشر السلام في الشرق الاوسط ، خاصة الصراع الفلسطيني مع اسرائيل ، والذي اذا لم يحل هذا الملف لن يكون هناك سلام في الشرق الاوسط ، ومن الواضح استناداً الى نتائج الاستطلاعات فوز ترامب لغاية الآن، وبواقع نسبة 47% من اصوات المشاركين مقابل 45 % من اصوات المشاركين لهاريس، ولكن تبقى النتيجة غير نهائية وربما تطرأ هناك تغييرات أخرى ما دام السباق الانتخابي ما يزال قائماً.
التعليقات