بقلم الدكتورة فداء أبو فردة
العنوان الريم يظهر جليا مساندا لفكرة الرواية ويشكل دلالة زاخرة تشي بالكثير فالريم عند ابن منظور في المعجم العربي هو الظبي الخالص البياض ورشيق المشي وفي الرواية حمل اسم بطلة الرواية تلك الفتاة الفذة المتميزة المحبة للخير المساعدة لكل محتاج وعرف الاسم في تراثنا العربي بأنه رمز للجمال والعروبة والأصالة العربية.
العتبة الأولى هي الغلاف ؛ ألوان مريحة وهادئة تتدرج بميول للطبيعة بين ألوان الرمال مع درجة هادئة من اللون الأخضر وصورة لفتاة جميلة في مقتبل العمر تشي بالدلالات الزاخرة بشعر بني منسدل وكأنها رمز للطبيعة الخلابة التي أرادت الكاتبة إيصالها في رمز للطبيعة وسحرها والغلاف من جهة أخرى يحمل صورة غزال مزين بورود مع عبارة لطيفة فيها من الإيحاءات الكثير تلخص من خلالها الكاتبة معاناة المرأة في المجتمع وطموحها في الوصول إلى العلا حيث قالت :
“ لكل غزالة شاردة لا تسعها الغابة ولا تحد قرونها سماء”.
أما سير الرواية الذي يعتمد تقنية الرمز ويلجأ للإيحاء في إبداع من التصوير في رسم التفاصيل فالخوف مزروع في المجتمع منذ اللحظة الأولى ليمثل الروح الانهزامية الراسخة في المجتمع اتجاه المرأة وهذا الخوف فيما يخص الأنثى فقد ركز الأب والأم على تعليم الابنة الهروب من المخاطر المجتمعية المتمثلة في الصياد دون إثارة الوعي عندها للمواجهة والمقاومة فهي واقعية رمزية تصور حال المجتمع وتفضح عيوبه في محاربة المرأة وممارسة العنصرية ضدها في ظل مجتمع ذكوري يتمتع بالازدواجية فهو يدعي المساندة ويبطن الحرب والتهميش ويبدو هذا جليا في أكثر من موقع في الرواية حين اجتمع السكان مع حرصهم على بقاء النساء والأطفال في البيوت بمنع النساء من المشاركة في اتخاذ القرار علما أن القرار يخص النساء وحين صور المرض والنقص بأنه مرض خاص بالمرأة والتي يعتبرها المجتمع العربي المترسخ في تقاليده كنقطة ضعفه .
أما دلالات الصيد الخاصة بمقياس القوة والتي تؤكد على أن مجتمع الغاب يأكل القوي فيه الضعيف ويمارس سلطته بكل عنصرية وعنجهية وفقا لمصلحته ، وتركز الرواية على الحب والخيال والمشاعر الإنسانية وجمال الطبيعة بأسلوب أدبي يتراوح بين الوصف والسرد والحوار بشكليه في حس شعري ولغة بسيطة جمالية مما يعطي إبداعا في التخيل وانسيابية بين أبطال الرواية.
الريم: الشخصية الأساسية التي ترمز للمرأة العاملة ربما التي تواجه المجتمع وتتأرجح بين الواقع والأحلام وفي هذا كله تبحث الريم عن ذاتها والحرية والسكينة محاولة الهرب من قيود المجتمع فتلجأ للطبيعة في فهم عميق لعاطفتها وقدرتها على التواصل مع كل ما يحيط بها بشكل دقيق وفي وصف الطبيعة الخلابة بإسهاب وجمالية تأخذ العقول ولا ننسى أنها تتمتع بمخيلة فذة وحالمة تلجأ للرمز والايحاء بطريقة إبداعية في التصوير للوصول إلى العبرة فهي منحازة لقيم الجمال والخير والعدل راسمة بواقعية نماذج لصورة بعض المجتمعات العنصرية الذكورية وهي إذ تحمل الألم والمرض تحمل كذلك الأمل والدواء في آن واحد.
أعي تماما أن ريم رمز خالد لكل أنثى نتمنى لها السلام والنجاح والمقاومة فهي ركن المجتمع الأقوى والأكثر تأثيرا ولم تجد الريم السلام الداخلي إلا في أحضان الطبيعة بعد التصادم مع حقائق الحياة والمجتمع المحيط وقد غرس فيها الهروب وهذا ما حصل جراء الحريق الذي لم تلجأ فيه إلى المواجهة.
وأتمنى لها في أعمالها القادمة أن تتيح للريم الانطلاق والمحاربة والانتصار والمواجهة دون حرائق أو كسور أو خسائر لأنها تستحق هي وبطلتها الألق والقوة والحب.
أما آرام فدلالة الاسم هنا فآرام ابن سام بن نوح أو أبو العرب البائدة وهو رمزية تاريخية مرتبطة بالدين وهو شخصية محورية بجانب الريم وتظهر كرمز نوعا ما يتسم بالتعقيد يجسد تارة الغموض والتوتر ما بين العقل والعاطفة فهو أكثر تحفظا وتحكما في مشاعره وهو غير مستقر وغير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة خاصة في علاقته مع الريم وتشهد علاقته معها تحولات عدة على مدار الرواية فتنمو وتأخذ جذبا وشد فالكل يبحث عن الحرية والقدرة على الفهم العميق وفي سعيه للتوازن يجد في نفسه صراعا بين رغبته واحتياجاته.
والرواية تكشف عن ضعفه في بعض المواقف العاطفية وهو يمثل لها في حال من الاحوال الاستقرار والقوة ليعبر عن الصراعات الداخلية في نفس الإنسان .والرواية تعتمد بشكل كبير على حوار الريم وآرام وتطوير العلاقة بينهما فهو في حالة معينة نقطة غامضة بين العقل والعاطفة في رحلته مع ريم ليفهم ذاته ومن ثم البحث عن الحرية والتوازن بكم هائل من الصعوبات . والتحول في شخصيته حيث بدا في موضع معين حنون ورقيق ومحب حقيقي وبدت سلوكيات العنف والرغبة في السيطرة عنده ثم لجأ لمقياس القوة والجاه والسعي لمصلحته ووصوله للسلطة مرورا بكونه في مواضع كثيرة مسببا للوجع خاصه في افتعال الحريق والهروب وما تأتى من نتائج بحق النساء في المجتمع .
أما الشخصيات الثانوية المتمثلة بوالد ووالدة ريم ؛ فهي شخصيات تقليدية تسهم في تطور أحداث القصة والمواقف التي تواجهها البطلة فهي شخصيات تعمل في الظل لتنتج للمجتمع بطولات بشكل سلبي أو إيجابي بشكل أو بآخر وتبرز العلاقة مع الطبيعة في شكل محوري فهي رمز للحرية والسلام والتحديات.
وقد كان الصراع في الرواية صراعا داخليا بين الريم ونفسها بين رغبتها في الحرية والقيود التي يفرضها المجتمع وصراعا خارجيا بين الريم وآرام الخير والشر المتمثلة بين الطبيعة مجتمع الغزلان والصيادين آرام ورفاقه .
إلى حد ما نجحت الرواية في تصوير الأحاسيس البشرية ومدى تفاعلها مع الطبيعة في لغة أدبية عميقة ومؤثرة ودقيقة الوصف مما يضفي أبعادا فلسفية وتأملية ظهر أسلوب السرد مساندا للحوار ليساعد بدقة على رسم الصور للقارئ والدخول في أعماق الشخصيات وفهم دوافعهم وخلفياتهم النفسية مأخذ على الأسماء كنت أتمنى من الكاتبة مع تسجيل إعجابي بحضورها البهي وباسمها المميز الأصيل الذي يحمل الكثير من الدلالات الزاخرة وبعملها الأدبي المتقن تعديل أو تغيير أسماء الأبطال في الرواية فهي كلها من مادة لغوية واحدة ريم رئم آرام كنت أتمنى توظيف الأسماء بشكل أدق.
بقلم الدكتورة فداء أبو فرده.
بقلم الدكتورة فداء أبو فردة
العنوان الريم يظهر جليا مساندا لفكرة الرواية ويشكل دلالة زاخرة تشي بالكثير فالريم عند ابن منظور في المعجم العربي هو الظبي الخالص البياض ورشيق المشي وفي الرواية حمل اسم بطلة الرواية تلك الفتاة الفذة المتميزة المحبة للخير المساعدة لكل محتاج وعرف الاسم في تراثنا العربي بأنه رمز للجمال والعروبة والأصالة العربية.
العتبة الأولى هي الغلاف ؛ ألوان مريحة وهادئة تتدرج بميول للطبيعة بين ألوان الرمال مع درجة هادئة من اللون الأخضر وصورة لفتاة جميلة في مقتبل العمر تشي بالدلالات الزاخرة بشعر بني منسدل وكأنها رمز للطبيعة الخلابة التي أرادت الكاتبة إيصالها في رمز للطبيعة وسحرها والغلاف من جهة أخرى يحمل صورة غزال مزين بورود مع عبارة لطيفة فيها من الإيحاءات الكثير تلخص من خلالها الكاتبة معاناة المرأة في المجتمع وطموحها في الوصول إلى العلا حيث قالت :
“ لكل غزالة شاردة لا تسعها الغابة ولا تحد قرونها سماء”.
أما سير الرواية الذي يعتمد تقنية الرمز ويلجأ للإيحاء في إبداع من التصوير في رسم التفاصيل فالخوف مزروع في المجتمع منذ اللحظة الأولى ليمثل الروح الانهزامية الراسخة في المجتمع اتجاه المرأة وهذا الخوف فيما يخص الأنثى فقد ركز الأب والأم على تعليم الابنة الهروب من المخاطر المجتمعية المتمثلة في الصياد دون إثارة الوعي عندها للمواجهة والمقاومة فهي واقعية رمزية تصور حال المجتمع وتفضح عيوبه في محاربة المرأة وممارسة العنصرية ضدها في ظل مجتمع ذكوري يتمتع بالازدواجية فهو يدعي المساندة ويبطن الحرب والتهميش ويبدو هذا جليا في أكثر من موقع في الرواية حين اجتمع السكان مع حرصهم على بقاء النساء والأطفال في البيوت بمنع النساء من المشاركة في اتخاذ القرار علما أن القرار يخص النساء وحين صور المرض والنقص بأنه مرض خاص بالمرأة والتي يعتبرها المجتمع العربي المترسخ في تقاليده كنقطة ضعفه .
أما دلالات الصيد الخاصة بمقياس القوة والتي تؤكد على أن مجتمع الغاب يأكل القوي فيه الضعيف ويمارس سلطته بكل عنصرية وعنجهية وفقا لمصلحته ، وتركز الرواية على الحب والخيال والمشاعر الإنسانية وجمال الطبيعة بأسلوب أدبي يتراوح بين الوصف والسرد والحوار بشكليه في حس شعري ولغة بسيطة جمالية مما يعطي إبداعا في التخيل وانسيابية بين أبطال الرواية.
الريم: الشخصية الأساسية التي ترمز للمرأة العاملة ربما التي تواجه المجتمع وتتأرجح بين الواقع والأحلام وفي هذا كله تبحث الريم عن ذاتها والحرية والسكينة محاولة الهرب من قيود المجتمع فتلجأ للطبيعة في فهم عميق لعاطفتها وقدرتها على التواصل مع كل ما يحيط بها بشكل دقيق وفي وصف الطبيعة الخلابة بإسهاب وجمالية تأخذ العقول ولا ننسى أنها تتمتع بمخيلة فذة وحالمة تلجأ للرمز والايحاء بطريقة إبداعية في التصوير للوصول إلى العبرة فهي منحازة لقيم الجمال والخير والعدل راسمة بواقعية نماذج لصورة بعض المجتمعات العنصرية الذكورية وهي إذ تحمل الألم والمرض تحمل كذلك الأمل والدواء في آن واحد.
أعي تماما أن ريم رمز خالد لكل أنثى نتمنى لها السلام والنجاح والمقاومة فهي ركن المجتمع الأقوى والأكثر تأثيرا ولم تجد الريم السلام الداخلي إلا في أحضان الطبيعة بعد التصادم مع حقائق الحياة والمجتمع المحيط وقد غرس فيها الهروب وهذا ما حصل جراء الحريق الذي لم تلجأ فيه إلى المواجهة.
وأتمنى لها في أعمالها القادمة أن تتيح للريم الانطلاق والمحاربة والانتصار والمواجهة دون حرائق أو كسور أو خسائر لأنها تستحق هي وبطلتها الألق والقوة والحب.
أما آرام فدلالة الاسم هنا فآرام ابن سام بن نوح أو أبو العرب البائدة وهو رمزية تاريخية مرتبطة بالدين وهو شخصية محورية بجانب الريم وتظهر كرمز نوعا ما يتسم بالتعقيد يجسد تارة الغموض والتوتر ما بين العقل والعاطفة فهو أكثر تحفظا وتحكما في مشاعره وهو غير مستقر وغير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة خاصة في علاقته مع الريم وتشهد علاقته معها تحولات عدة على مدار الرواية فتنمو وتأخذ جذبا وشد فالكل يبحث عن الحرية والقدرة على الفهم العميق وفي سعيه للتوازن يجد في نفسه صراعا بين رغبته واحتياجاته.
والرواية تكشف عن ضعفه في بعض المواقف العاطفية وهو يمثل لها في حال من الاحوال الاستقرار والقوة ليعبر عن الصراعات الداخلية في نفس الإنسان .والرواية تعتمد بشكل كبير على حوار الريم وآرام وتطوير العلاقة بينهما فهو في حالة معينة نقطة غامضة بين العقل والعاطفة في رحلته مع ريم ليفهم ذاته ومن ثم البحث عن الحرية والتوازن بكم هائل من الصعوبات . والتحول في شخصيته حيث بدا في موضع معين حنون ورقيق ومحب حقيقي وبدت سلوكيات العنف والرغبة في السيطرة عنده ثم لجأ لمقياس القوة والجاه والسعي لمصلحته ووصوله للسلطة مرورا بكونه في مواضع كثيرة مسببا للوجع خاصه في افتعال الحريق والهروب وما تأتى من نتائج بحق النساء في المجتمع .
أما الشخصيات الثانوية المتمثلة بوالد ووالدة ريم ؛ فهي شخصيات تقليدية تسهم في تطور أحداث القصة والمواقف التي تواجهها البطلة فهي شخصيات تعمل في الظل لتنتج للمجتمع بطولات بشكل سلبي أو إيجابي بشكل أو بآخر وتبرز العلاقة مع الطبيعة في شكل محوري فهي رمز للحرية والسلام والتحديات.
وقد كان الصراع في الرواية صراعا داخليا بين الريم ونفسها بين رغبتها في الحرية والقيود التي يفرضها المجتمع وصراعا خارجيا بين الريم وآرام الخير والشر المتمثلة بين الطبيعة مجتمع الغزلان والصيادين آرام ورفاقه .
إلى حد ما نجحت الرواية في تصوير الأحاسيس البشرية ومدى تفاعلها مع الطبيعة في لغة أدبية عميقة ومؤثرة ودقيقة الوصف مما يضفي أبعادا فلسفية وتأملية ظهر أسلوب السرد مساندا للحوار ليساعد بدقة على رسم الصور للقارئ والدخول في أعماق الشخصيات وفهم دوافعهم وخلفياتهم النفسية مأخذ على الأسماء كنت أتمنى من الكاتبة مع تسجيل إعجابي بحضورها البهي وباسمها المميز الأصيل الذي يحمل الكثير من الدلالات الزاخرة وبعملها الأدبي المتقن تعديل أو تغيير أسماء الأبطال في الرواية فهي كلها من مادة لغوية واحدة ريم رئم آرام كنت أتمنى توظيف الأسماء بشكل أدق.
بقلم الدكتورة فداء أبو فرده.
بقلم الدكتورة فداء أبو فردة
العنوان الريم يظهر جليا مساندا لفكرة الرواية ويشكل دلالة زاخرة تشي بالكثير فالريم عند ابن منظور في المعجم العربي هو الظبي الخالص البياض ورشيق المشي وفي الرواية حمل اسم بطلة الرواية تلك الفتاة الفذة المتميزة المحبة للخير المساعدة لكل محتاج وعرف الاسم في تراثنا العربي بأنه رمز للجمال والعروبة والأصالة العربية.
العتبة الأولى هي الغلاف ؛ ألوان مريحة وهادئة تتدرج بميول للطبيعة بين ألوان الرمال مع درجة هادئة من اللون الأخضر وصورة لفتاة جميلة في مقتبل العمر تشي بالدلالات الزاخرة بشعر بني منسدل وكأنها رمز للطبيعة الخلابة التي أرادت الكاتبة إيصالها في رمز للطبيعة وسحرها والغلاف من جهة أخرى يحمل صورة غزال مزين بورود مع عبارة لطيفة فيها من الإيحاءات الكثير تلخص من خلالها الكاتبة معاناة المرأة في المجتمع وطموحها في الوصول إلى العلا حيث قالت :
“ لكل غزالة شاردة لا تسعها الغابة ولا تحد قرونها سماء”.
أما سير الرواية الذي يعتمد تقنية الرمز ويلجأ للإيحاء في إبداع من التصوير في رسم التفاصيل فالخوف مزروع في المجتمع منذ اللحظة الأولى ليمثل الروح الانهزامية الراسخة في المجتمع اتجاه المرأة وهذا الخوف فيما يخص الأنثى فقد ركز الأب والأم على تعليم الابنة الهروب من المخاطر المجتمعية المتمثلة في الصياد دون إثارة الوعي عندها للمواجهة والمقاومة فهي واقعية رمزية تصور حال المجتمع وتفضح عيوبه في محاربة المرأة وممارسة العنصرية ضدها في ظل مجتمع ذكوري يتمتع بالازدواجية فهو يدعي المساندة ويبطن الحرب والتهميش ويبدو هذا جليا في أكثر من موقع في الرواية حين اجتمع السكان مع حرصهم على بقاء النساء والأطفال في البيوت بمنع النساء من المشاركة في اتخاذ القرار علما أن القرار يخص النساء وحين صور المرض والنقص بأنه مرض خاص بالمرأة والتي يعتبرها المجتمع العربي المترسخ في تقاليده كنقطة ضعفه .
أما دلالات الصيد الخاصة بمقياس القوة والتي تؤكد على أن مجتمع الغاب يأكل القوي فيه الضعيف ويمارس سلطته بكل عنصرية وعنجهية وفقا لمصلحته ، وتركز الرواية على الحب والخيال والمشاعر الإنسانية وجمال الطبيعة بأسلوب أدبي يتراوح بين الوصف والسرد والحوار بشكليه في حس شعري ولغة بسيطة جمالية مما يعطي إبداعا في التخيل وانسيابية بين أبطال الرواية.
الريم: الشخصية الأساسية التي ترمز للمرأة العاملة ربما التي تواجه المجتمع وتتأرجح بين الواقع والأحلام وفي هذا كله تبحث الريم عن ذاتها والحرية والسكينة محاولة الهرب من قيود المجتمع فتلجأ للطبيعة في فهم عميق لعاطفتها وقدرتها على التواصل مع كل ما يحيط بها بشكل دقيق وفي وصف الطبيعة الخلابة بإسهاب وجمالية تأخذ العقول ولا ننسى أنها تتمتع بمخيلة فذة وحالمة تلجأ للرمز والايحاء بطريقة إبداعية في التصوير للوصول إلى العبرة فهي منحازة لقيم الجمال والخير والعدل راسمة بواقعية نماذج لصورة بعض المجتمعات العنصرية الذكورية وهي إذ تحمل الألم والمرض تحمل كذلك الأمل والدواء في آن واحد.
أعي تماما أن ريم رمز خالد لكل أنثى نتمنى لها السلام والنجاح والمقاومة فهي ركن المجتمع الأقوى والأكثر تأثيرا ولم تجد الريم السلام الداخلي إلا في أحضان الطبيعة بعد التصادم مع حقائق الحياة والمجتمع المحيط وقد غرس فيها الهروب وهذا ما حصل جراء الحريق الذي لم تلجأ فيه إلى المواجهة.
وأتمنى لها في أعمالها القادمة أن تتيح للريم الانطلاق والمحاربة والانتصار والمواجهة دون حرائق أو كسور أو خسائر لأنها تستحق هي وبطلتها الألق والقوة والحب.
أما آرام فدلالة الاسم هنا فآرام ابن سام بن نوح أو أبو العرب البائدة وهو رمزية تاريخية مرتبطة بالدين وهو شخصية محورية بجانب الريم وتظهر كرمز نوعا ما يتسم بالتعقيد يجسد تارة الغموض والتوتر ما بين العقل والعاطفة فهو أكثر تحفظا وتحكما في مشاعره وهو غير مستقر وغير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة خاصة في علاقته مع الريم وتشهد علاقته معها تحولات عدة على مدار الرواية فتنمو وتأخذ جذبا وشد فالكل يبحث عن الحرية والقدرة على الفهم العميق وفي سعيه للتوازن يجد في نفسه صراعا بين رغبته واحتياجاته.
والرواية تكشف عن ضعفه في بعض المواقف العاطفية وهو يمثل لها في حال من الاحوال الاستقرار والقوة ليعبر عن الصراعات الداخلية في نفس الإنسان .والرواية تعتمد بشكل كبير على حوار الريم وآرام وتطوير العلاقة بينهما فهو في حالة معينة نقطة غامضة بين العقل والعاطفة في رحلته مع ريم ليفهم ذاته ومن ثم البحث عن الحرية والتوازن بكم هائل من الصعوبات . والتحول في شخصيته حيث بدا في موضع معين حنون ورقيق ومحب حقيقي وبدت سلوكيات العنف والرغبة في السيطرة عنده ثم لجأ لمقياس القوة والجاه والسعي لمصلحته ووصوله للسلطة مرورا بكونه في مواضع كثيرة مسببا للوجع خاصه في افتعال الحريق والهروب وما تأتى من نتائج بحق النساء في المجتمع .
أما الشخصيات الثانوية المتمثلة بوالد ووالدة ريم ؛ فهي شخصيات تقليدية تسهم في تطور أحداث القصة والمواقف التي تواجهها البطلة فهي شخصيات تعمل في الظل لتنتج للمجتمع بطولات بشكل سلبي أو إيجابي بشكل أو بآخر وتبرز العلاقة مع الطبيعة في شكل محوري فهي رمز للحرية والسلام والتحديات.
وقد كان الصراع في الرواية صراعا داخليا بين الريم ونفسها بين رغبتها في الحرية والقيود التي يفرضها المجتمع وصراعا خارجيا بين الريم وآرام الخير والشر المتمثلة بين الطبيعة مجتمع الغزلان والصيادين آرام ورفاقه .
إلى حد ما نجحت الرواية في تصوير الأحاسيس البشرية ومدى تفاعلها مع الطبيعة في لغة أدبية عميقة ومؤثرة ودقيقة الوصف مما يضفي أبعادا فلسفية وتأملية ظهر أسلوب السرد مساندا للحوار ليساعد بدقة على رسم الصور للقارئ والدخول في أعماق الشخصيات وفهم دوافعهم وخلفياتهم النفسية مأخذ على الأسماء كنت أتمنى من الكاتبة مع تسجيل إعجابي بحضورها البهي وباسمها المميز الأصيل الذي يحمل الكثير من الدلالات الزاخرة وبعملها الأدبي المتقن تعديل أو تغيير أسماء الأبطال في الرواية فهي كلها من مادة لغوية واحدة ريم رئم آرام كنت أتمنى توظيف الأسماء بشكل أدق.
بقلم الدكتورة فداء أبو فرده.
التعليقات