ساعات قليلة تفصل العالم عن الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تنطلق مساء الثلاثاء، إذ يتنافس فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، ورغم احتدام المنافسة بين المرشحين إلا أنهما يتفقان على دعم إسرائيل.
فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، وما تبعه من قتل للمدنيين وتشريد آلاف العائلات الفلسطينية، وتدمير للبنى التحتية ومنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لقطاع غزة برمته، سارع كل من مرشحي الرئاسة الأميركية ترامب وهاريس بدعم إسرائيل؛ بما تقوم به تجاه الفلسطينيين.
ترامب وهو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأميركية من الفترة 2017 إلى 2021 عن الحزب الجمهوري لم يتردد لحظة في تصريحاته التي اعتبرها محللون معادية للفلسطينيين صرح مرارا وتكرارا على مدار عام كامل بمقولته الشهيرة 'إنه لو كان في الحكم لما وقعت هذه الهجمات'.
يرى الخبير بالشأن الأميركي في القدس حسين الديك أن تأثير الانتخابات الأميركية على قطاع غزة فيما بعد الانتخابات قد يكون فرصة لبداية الحلول والمبادرات السياسية في حال نجاح هاريس، وقد يكون فرصة لإدخال المساعدات الإنسانية، وربما وقف إطلاق نار مؤقت لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وقد يكون انفراجا على الصعيد الإنساني.
وخلال حديث الديك لـ 'المملكة' بشأن التغير الحقيقي في الحلول السياسية استبعد ذلك؛ لأن موقف كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري من إسرائيل هو موقف ثابت مبني على علاقة استراتيجية ما بين الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي من رام الله أشرف عكة خلال حوار أجرته 'المملكة' أن الديمقراطيين حريصون جدا على وقف هذه الحرب، ولن يطيلوا بالهم أكثر على نتنياهو وخصوصا أن هذه الحرب استنفدت أهدافها، ولم تحقق ما يريده نتنياهو، ولن يقبل ما يقدمه ويطرحه نتنياهو سواء بإعادة احتلال القطاع وعمليات التهجير، أو فرض واقع أمني يتنافى مع الاتفاقيات الموقّعة ومع رؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وأضاف أن 'هذا سينعكس بالضرورة على توجهات ترامب، وإنه سيكون هناك شكل من أشكال التعاون بين نتنياهو وترامب خصوصا في الضفة الغربية، وتلك القضايا التي تم حسمها في السابق وهي موضوع القدس وضم الجولان وقد يكون هناك اتفاق على ضم المستوطنات الكبرى'.
ولكن هذه الانتخابات وما بعدها قد تتضح الصورة أكثر بشأن بداية الوصول إلى هدن إنسانية ووقف إطلاق نار مؤقت وإدخال المساعدات الإنسانية، أما المشاريع الإسرائيلية فهي مستمرة.
هاريس التي شغلت منصب نائبة الرئيس الأميركي عن الحزب الديمقراطي صرحت لأكثر من مرة بمقولة 'حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها'.
وما بين هذه التصريحات التي دعمت حكومة نتنياهو بشكل واضح وعلني لما تقوم به في غزة فإن آلة الحرب الإسرائيلية خلفت عشرات الآلاف من الشهداء جلهم من الأطفال والنساء إضافة إلى أن الحياة في قطاع غزة أصبحت صعبة من جراء تلاشي مقومات الحياة.
وقبيل ساعات من انطلاق الانتخابات الرئاسية، ظهرت غزة بين من أبرز القضايا المهمة التي أخذت حيزا كبيرا من نقاشات الناخبين الأميركيين خاصة اليهود والمسلمين منهم، في حين يحاول كل من ترامب وهاريس مهاجمة سجل نظيره فيما يتعلق بغزة وموقف إدارته منها حال وصوله للبيت الأبيض.
يرى عكة أن هذه الانتخابات ستكون حاسمة ومفصلية في شكل وتوجهات الولايات المتحدة الأميركية وعلى المستويات كلها، وتأتي هذه الحرب كعنوان واضح وبارز لشكل توجهات الولايات المتحدة؛ لأنها تعكس طبيعة علاقات الولايات المتحدة في المنطقة وطبيعة تنافس الولايات المتحدة العالمي وصراعها إن جاز التعبير مع القوى العظمى الفاعلة في النظام الدولي وخصوصا أن هذه المنطقة تأتي في قلب الصراعات والأزمات الدولية.
ويعتقد الديك أن خيار حل الدولتين أصبح من الماضي؛ ومن الصعب تحقيقه؛ في ظل المعادلات الدولية وموازين القوى الحالية سواء إسرائيليا أو أميركيا، ولكن مواقف ترامب أكثر تحيزا وأكثر انحيازا للاحتلال الإسرائيلي ونتنياهو سياسيا، أما هاريس فلا تختلف مواقفها السياسية عن مواقف ترامب بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ ولكن في القضايا الإنسانية فإن إدخال المساعدات والتوصل لهدنة مؤقتة قد تختلف عن ترامب وربما تختلف عن بايدن؛ فهي تضغط من أجل التوصل لهدنة مؤقتة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، والتوقف عن قتل واستهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومع كل هذه التصريحات إلا أن كلا من ترامب وهاريس يتهم الآخر بعدم تقديم الدعم الكافي لإسرائيل، حيث قال ترامب: ' إن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين إذا هُزم، في حين تصف هاريس خطاب ترامب بشأن إسرائيل بأنه معاد للسامية'.
ويعتبر عكة أنه لزاما على الولايات المتحدة وبغض النظر عن الرئيس المقبل أكان جمهوريا أو ديمقراطيا لزاما عليها وقف هذه الحرب، مرجحا أن الديمقراطيين هم من سيوقفون الحرب؛ لأن لديهم ثأر معين مع نتنياهو، وسيفتح كشف الحساب وسيطلب من نتنياهو أن يدفع ثمن ذلك الدعم الأميركي بوقف هذه الحرب عبر صفقة وآليات مستقبلية، وعبر خطط اليوم التالي التي باتت تروج لها الإدارة الأميركية من أجل استقرار المنطقة.
ورغم احتدام المنافسة، إلا أن المرشحين يتفقان على دعم إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، وهما يتفقان أيضا على أنهما يريدان إنهاء الحرب في غزة قريبا، لكن ذلك لم يمنع من وجود خلافات بينهما في رؤيتهما للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكيفية التعامل معه وإنهائه.
وأكد الديك على أن مشروع نتنياهو بشأن إعادة احتلال غزة، وتدمير القطاع والقضاء على أي كيان سياسي فلسطيني سواء في الضفة الغربية أو في غزة والاستمرار في الاستيطان هو يسير؛ لأنه ليس مشروع نتنياهو شخصيا؛ ولكنه مشروع مؤسسات الدولة العميقة.
وكان ترامب قد صرّح مسبقا بأن هجوم 7 تشرين الأول كان 'أحد أحلك الساعات في تاريخ البشرية كله' موضحا أنه كان 'هجوما على الإنسانية نفسها' مؤكدا أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل 'قوية ودائمة' لكنها ستكون 'أقوى وأقرب مما كانت عليه من قبل' إذا فاز في الانتخابات.
- إنهاء الحرب -
هاريس، جعلت من إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس، ووقف إطلاق النار في غزة محور موقفها الرئيسي من العدوان على قطاع غزة تماشيا مع موقف إدارة بايدن في الوقت الذي لا تمارس فيه الضغط على إسرائيل لتبني هذا النهج.
وأصدرت هاريس بيانا في ذكرى 7 تشرين الأول، واصفة ذلك اليوم بأنه 'اليوم الأكثر دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة النازية' وأن تصرفات حماس كانت 'شرا خالصا ووحشية ومقززة' وأعادت التأكيد على الالتزام بدعمها 'الثابت لأمن إسرائيل'، وقالت 'الوقت قد حان لوقف إطلاق النار وصفقة الرهائن'.
وبالنسبة للوضع في غزة؛ أشار الديك إلى أن الأفضل لغزة الديمقراطيين هم الأفضل، وبالرغم من أن السياسة ثابتة وواحدة ولكن تكتيكيا وجزئيا فإن الديمقراطيين هم أقل ضررا؛ لأن ترامب شخصيا هو الذي نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس؛ وهو الذي اعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان؛وهو الذي أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن؛ وهو الذي أغلق القنصلية الأميركية في القدس التي تخدم الفلسطينيين؛ وهو الذي قدم هدايا مجانية كبيرة لنتنياهو وللاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، تميل هاريس في التعاطف مع الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء؛ لإنهاء الحرب في محاولة منها لسد الفجوة في حزبها بشأن العدوان الإسرائيلي، وصرّحت في مواقف كثيرة: 'أنا أعمل على ضمان أن تنتهي الحرب، بحيث تكون إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويمكن للشعب الفلسطيني تحقيق حقه في الكرامة والحرية وتقرير المصير'.
وتكمن الخطورة في أن ترامب يسعى إلى حل إقليمي عبر ما كان يروج له إبان صفقة القرن وهذا قد يدخل الإدارة الأميركية في حال فوزه بإشكالية.
وفي موقف مماثل لترامب بشأن وقف الحرب، دعا ترامب منذ أشهر عدة لإنهاء سريع للحرب حيث قال لنتنياهو 'عليك أن تنهيها وتفعل ذلك بسرعة' كما قال أيضا لنتنياهو 'احصل على انتصارك وتجاوزه، الحرب يجب أن تتوقف، يجب أن يتوقف القتل'.
وبحسب عكة؛ فإنه قد يتريث الجمهوريون أكثر خاصة أن ترامب سيراوغ نوعا ما، حيث وعد الجاليات الإسلامية بوقف الحرب لكن هذا وعد لا يمكن التنبؤ بصدقيته؛ فالجميع يعلم أن ترامب مزاجي قد يغير مواقفه وهذا جزء من صفاته وسلوكه وقراراته، ولكن عاجلا أم آجلا سينهي هذه الحرب، ويتفرغ لمشاكل الولايات المتحدة الداخلية،وصراعها العالمي مع روسيا والصين.
إلا أن ترامب قال: 'منذ البداية، عملت هاريس على تقييد يد إسرائيل بمطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار، وهذا لن يمنح حماس سوى الوقت لإعادة تجميع صفوفها وشن هجوم جديد، على غرار هجوم 7 تشرين الأول'.
وأوضح الديك أنه في حال فوز ترامب؛ فإن الأمور ستكون أسهل على نتنياهو وعلى إسرائيل في تنفيذ مخططاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حال فوز هاريس قد يكون هناك نوع من الهدن المؤقتة واستمرار الوضع الراهن، حيث لن يكون هناك حل سياسي، ولن يكون هناك خيار حل الدولتين، ولن يتم إحياء هذا الخيار؛ لأن الإدارة الأميركية لديها ملفات أخرى ذات أهمية أكثر، وهناك لوبيات صهيونية في الولايات المتحدة الأميركية ضاغطة ومؤثرة لمصلحة إسرائيل.
- المساعدات الإنسانية -
في 13 تشرين الأول وعبر منصة 'إكس' سلطت هاريس الضوء على محنة الشعب الفلسطيني، ودعت إلى زيادة المساعدات، قائلة:'يجب على إسرائيل أن تفعل المزيد على وجه السرعة لتسهيل تدفق المساعدات إلى المحتاجين، يجب حماية المدنيين، وأن يحصلوا على الغذاء والماء والدواء، ويجب احترام القانون الدولي الإنساني'.
ومن خلال تصريحاتها الرسمية كررت هاريس موقفها أنها ستعمل على دعم الفلسطينيين للحصول على حقهم في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير.
'الانتخابات الأميركية قد تكون البداية لهدن إنسانية وبداية الحديث عن مشاريع سياسية مستقبلية وقد تقف الحرب بعد فترة زمنية فيما لو فازت هاريس، ولكن إذا فاز ترامب ستستمر الأمور كما يريد نتنياهو'.. وفقا للديك.
ترامب وخلال تصريحاته وأحاديثه لم يتطرق إلى قضية المساعدات، لكنه أشار إلى أن وضع نهاية الحرب ينبغي أن يكون في إطار انتصار إسرائيل.
وخلال فعالية في فلوريدا في ذكرى أحداث السابع من أكتوبر؛ تعهد ترامب بأنه سيدعم حق إسرائيل في كسب حربها على الإرهاب' مضيفا أنه 'عليها أن تنتصر بسرعة، بغض النظر عما يحدث'منتقدا نهج بايدن وهاريس تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس باعتباره ضعيفا ومترددا.
وختم عكة حديثه: 'هذه الحرب ستتوقف آجلا أم عاجلا، سواء كان الفائز ديمقراطيا أو جمهورياوهذا له علاقة بالمنطق، حيث يقال إن مصالح الولايات المتحدة وعلاقاتها وتحالفاتها الإقليمية ودور الإقليم وتحديدا مجموعة السداسية العربية، ودور لجنة الاتصال المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية التي ستنعقد قريبا في الرياض ودور الاتحاد الدولي أو العالمي لحل الدولتين ومساعي الأردن ومصر والدول العربية الإقليمية الوازنة والمعتدلة التي ترى بأن السبيل الوحيد لإنهاء هذا النزاع هو بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعبر مسار تفاوضي وإجماع دولي'.
ساعات قليلة تفصل العالم عن الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تنطلق مساء الثلاثاء، إذ يتنافس فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، ورغم احتدام المنافسة بين المرشحين إلا أنهما يتفقان على دعم إسرائيل.
فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، وما تبعه من قتل للمدنيين وتشريد آلاف العائلات الفلسطينية، وتدمير للبنى التحتية ومنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لقطاع غزة برمته، سارع كل من مرشحي الرئاسة الأميركية ترامب وهاريس بدعم إسرائيل؛ بما تقوم به تجاه الفلسطينيين.
ترامب وهو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأميركية من الفترة 2017 إلى 2021 عن الحزب الجمهوري لم يتردد لحظة في تصريحاته التي اعتبرها محللون معادية للفلسطينيين صرح مرارا وتكرارا على مدار عام كامل بمقولته الشهيرة 'إنه لو كان في الحكم لما وقعت هذه الهجمات'.
يرى الخبير بالشأن الأميركي في القدس حسين الديك أن تأثير الانتخابات الأميركية على قطاع غزة فيما بعد الانتخابات قد يكون فرصة لبداية الحلول والمبادرات السياسية في حال نجاح هاريس، وقد يكون فرصة لإدخال المساعدات الإنسانية، وربما وقف إطلاق نار مؤقت لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وقد يكون انفراجا على الصعيد الإنساني.
وخلال حديث الديك لـ 'المملكة' بشأن التغير الحقيقي في الحلول السياسية استبعد ذلك؛ لأن موقف كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري من إسرائيل هو موقف ثابت مبني على علاقة استراتيجية ما بين الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي من رام الله أشرف عكة خلال حوار أجرته 'المملكة' أن الديمقراطيين حريصون جدا على وقف هذه الحرب، ولن يطيلوا بالهم أكثر على نتنياهو وخصوصا أن هذه الحرب استنفدت أهدافها، ولم تحقق ما يريده نتنياهو، ولن يقبل ما يقدمه ويطرحه نتنياهو سواء بإعادة احتلال القطاع وعمليات التهجير، أو فرض واقع أمني يتنافى مع الاتفاقيات الموقّعة ومع رؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وأضاف أن 'هذا سينعكس بالضرورة على توجهات ترامب، وإنه سيكون هناك شكل من أشكال التعاون بين نتنياهو وترامب خصوصا في الضفة الغربية، وتلك القضايا التي تم حسمها في السابق وهي موضوع القدس وضم الجولان وقد يكون هناك اتفاق على ضم المستوطنات الكبرى'.
ولكن هذه الانتخابات وما بعدها قد تتضح الصورة أكثر بشأن بداية الوصول إلى هدن إنسانية ووقف إطلاق نار مؤقت وإدخال المساعدات الإنسانية، أما المشاريع الإسرائيلية فهي مستمرة.
هاريس التي شغلت منصب نائبة الرئيس الأميركي عن الحزب الديمقراطي صرحت لأكثر من مرة بمقولة 'حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها'.
وما بين هذه التصريحات التي دعمت حكومة نتنياهو بشكل واضح وعلني لما تقوم به في غزة فإن آلة الحرب الإسرائيلية خلفت عشرات الآلاف من الشهداء جلهم من الأطفال والنساء إضافة إلى أن الحياة في قطاع غزة أصبحت صعبة من جراء تلاشي مقومات الحياة.
وقبيل ساعات من انطلاق الانتخابات الرئاسية، ظهرت غزة بين من أبرز القضايا المهمة التي أخذت حيزا كبيرا من نقاشات الناخبين الأميركيين خاصة اليهود والمسلمين منهم، في حين يحاول كل من ترامب وهاريس مهاجمة سجل نظيره فيما يتعلق بغزة وموقف إدارته منها حال وصوله للبيت الأبيض.
يرى عكة أن هذه الانتخابات ستكون حاسمة ومفصلية في شكل وتوجهات الولايات المتحدة الأميركية وعلى المستويات كلها، وتأتي هذه الحرب كعنوان واضح وبارز لشكل توجهات الولايات المتحدة؛ لأنها تعكس طبيعة علاقات الولايات المتحدة في المنطقة وطبيعة تنافس الولايات المتحدة العالمي وصراعها إن جاز التعبير مع القوى العظمى الفاعلة في النظام الدولي وخصوصا أن هذه المنطقة تأتي في قلب الصراعات والأزمات الدولية.
ويعتقد الديك أن خيار حل الدولتين أصبح من الماضي؛ ومن الصعب تحقيقه؛ في ظل المعادلات الدولية وموازين القوى الحالية سواء إسرائيليا أو أميركيا، ولكن مواقف ترامب أكثر تحيزا وأكثر انحيازا للاحتلال الإسرائيلي ونتنياهو سياسيا، أما هاريس فلا تختلف مواقفها السياسية عن مواقف ترامب بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ ولكن في القضايا الإنسانية فإن إدخال المساعدات والتوصل لهدنة مؤقتة قد تختلف عن ترامب وربما تختلف عن بايدن؛ فهي تضغط من أجل التوصل لهدنة مؤقتة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، والتوقف عن قتل واستهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومع كل هذه التصريحات إلا أن كلا من ترامب وهاريس يتهم الآخر بعدم تقديم الدعم الكافي لإسرائيل، حيث قال ترامب: ' إن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين إذا هُزم، في حين تصف هاريس خطاب ترامب بشأن إسرائيل بأنه معاد للسامية'.
ويعتبر عكة أنه لزاما على الولايات المتحدة وبغض النظر عن الرئيس المقبل أكان جمهوريا أو ديمقراطيا لزاما عليها وقف هذه الحرب، مرجحا أن الديمقراطيين هم من سيوقفون الحرب؛ لأن لديهم ثأر معين مع نتنياهو، وسيفتح كشف الحساب وسيطلب من نتنياهو أن يدفع ثمن ذلك الدعم الأميركي بوقف هذه الحرب عبر صفقة وآليات مستقبلية، وعبر خطط اليوم التالي التي باتت تروج لها الإدارة الأميركية من أجل استقرار المنطقة.
ورغم احتدام المنافسة، إلا أن المرشحين يتفقان على دعم إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، وهما يتفقان أيضا على أنهما يريدان إنهاء الحرب في غزة قريبا، لكن ذلك لم يمنع من وجود خلافات بينهما في رؤيتهما للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكيفية التعامل معه وإنهائه.
وأكد الديك على أن مشروع نتنياهو بشأن إعادة احتلال غزة، وتدمير القطاع والقضاء على أي كيان سياسي فلسطيني سواء في الضفة الغربية أو في غزة والاستمرار في الاستيطان هو يسير؛ لأنه ليس مشروع نتنياهو شخصيا؛ ولكنه مشروع مؤسسات الدولة العميقة.
وكان ترامب قد صرّح مسبقا بأن هجوم 7 تشرين الأول كان 'أحد أحلك الساعات في تاريخ البشرية كله' موضحا أنه كان 'هجوما على الإنسانية نفسها' مؤكدا أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل 'قوية ودائمة' لكنها ستكون 'أقوى وأقرب مما كانت عليه من قبل' إذا فاز في الانتخابات.
- إنهاء الحرب -
هاريس، جعلت من إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس، ووقف إطلاق النار في غزة محور موقفها الرئيسي من العدوان على قطاع غزة تماشيا مع موقف إدارة بايدن في الوقت الذي لا تمارس فيه الضغط على إسرائيل لتبني هذا النهج.
وأصدرت هاريس بيانا في ذكرى 7 تشرين الأول، واصفة ذلك اليوم بأنه 'اليوم الأكثر دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة النازية' وأن تصرفات حماس كانت 'شرا خالصا ووحشية ومقززة' وأعادت التأكيد على الالتزام بدعمها 'الثابت لأمن إسرائيل'، وقالت 'الوقت قد حان لوقف إطلاق النار وصفقة الرهائن'.
وبالنسبة للوضع في غزة؛ أشار الديك إلى أن الأفضل لغزة الديمقراطيين هم الأفضل، وبالرغم من أن السياسة ثابتة وواحدة ولكن تكتيكيا وجزئيا فإن الديمقراطيين هم أقل ضررا؛ لأن ترامب شخصيا هو الذي نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس؛ وهو الذي اعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان؛وهو الذي أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن؛ وهو الذي أغلق القنصلية الأميركية في القدس التي تخدم الفلسطينيين؛ وهو الذي قدم هدايا مجانية كبيرة لنتنياهو وللاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، تميل هاريس في التعاطف مع الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء؛ لإنهاء الحرب في محاولة منها لسد الفجوة في حزبها بشأن العدوان الإسرائيلي، وصرّحت في مواقف كثيرة: 'أنا أعمل على ضمان أن تنتهي الحرب، بحيث تكون إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويمكن للشعب الفلسطيني تحقيق حقه في الكرامة والحرية وتقرير المصير'.
وتكمن الخطورة في أن ترامب يسعى إلى حل إقليمي عبر ما كان يروج له إبان صفقة القرن وهذا قد يدخل الإدارة الأميركية في حال فوزه بإشكالية.
وفي موقف مماثل لترامب بشأن وقف الحرب، دعا ترامب منذ أشهر عدة لإنهاء سريع للحرب حيث قال لنتنياهو 'عليك أن تنهيها وتفعل ذلك بسرعة' كما قال أيضا لنتنياهو 'احصل على انتصارك وتجاوزه، الحرب يجب أن تتوقف، يجب أن يتوقف القتل'.
وبحسب عكة؛ فإنه قد يتريث الجمهوريون أكثر خاصة أن ترامب سيراوغ نوعا ما، حيث وعد الجاليات الإسلامية بوقف الحرب لكن هذا وعد لا يمكن التنبؤ بصدقيته؛ فالجميع يعلم أن ترامب مزاجي قد يغير مواقفه وهذا جزء من صفاته وسلوكه وقراراته، ولكن عاجلا أم آجلا سينهي هذه الحرب، ويتفرغ لمشاكل الولايات المتحدة الداخلية،وصراعها العالمي مع روسيا والصين.
إلا أن ترامب قال: 'منذ البداية، عملت هاريس على تقييد يد إسرائيل بمطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار، وهذا لن يمنح حماس سوى الوقت لإعادة تجميع صفوفها وشن هجوم جديد، على غرار هجوم 7 تشرين الأول'.
وأوضح الديك أنه في حال فوز ترامب؛ فإن الأمور ستكون أسهل على نتنياهو وعلى إسرائيل في تنفيذ مخططاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حال فوز هاريس قد يكون هناك نوع من الهدن المؤقتة واستمرار الوضع الراهن، حيث لن يكون هناك حل سياسي، ولن يكون هناك خيار حل الدولتين، ولن يتم إحياء هذا الخيار؛ لأن الإدارة الأميركية لديها ملفات أخرى ذات أهمية أكثر، وهناك لوبيات صهيونية في الولايات المتحدة الأميركية ضاغطة ومؤثرة لمصلحة إسرائيل.
- المساعدات الإنسانية -
في 13 تشرين الأول وعبر منصة 'إكس' سلطت هاريس الضوء على محنة الشعب الفلسطيني، ودعت إلى زيادة المساعدات، قائلة:'يجب على إسرائيل أن تفعل المزيد على وجه السرعة لتسهيل تدفق المساعدات إلى المحتاجين، يجب حماية المدنيين، وأن يحصلوا على الغذاء والماء والدواء، ويجب احترام القانون الدولي الإنساني'.
ومن خلال تصريحاتها الرسمية كررت هاريس موقفها أنها ستعمل على دعم الفلسطينيين للحصول على حقهم في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير.
'الانتخابات الأميركية قد تكون البداية لهدن إنسانية وبداية الحديث عن مشاريع سياسية مستقبلية وقد تقف الحرب بعد فترة زمنية فيما لو فازت هاريس، ولكن إذا فاز ترامب ستستمر الأمور كما يريد نتنياهو'.. وفقا للديك.
ترامب وخلال تصريحاته وأحاديثه لم يتطرق إلى قضية المساعدات، لكنه أشار إلى أن وضع نهاية الحرب ينبغي أن يكون في إطار انتصار إسرائيل.
وخلال فعالية في فلوريدا في ذكرى أحداث السابع من أكتوبر؛ تعهد ترامب بأنه سيدعم حق إسرائيل في كسب حربها على الإرهاب' مضيفا أنه 'عليها أن تنتصر بسرعة، بغض النظر عما يحدث'منتقدا نهج بايدن وهاريس تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس باعتباره ضعيفا ومترددا.
وختم عكة حديثه: 'هذه الحرب ستتوقف آجلا أم عاجلا، سواء كان الفائز ديمقراطيا أو جمهورياوهذا له علاقة بالمنطق، حيث يقال إن مصالح الولايات المتحدة وعلاقاتها وتحالفاتها الإقليمية ودور الإقليم وتحديدا مجموعة السداسية العربية، ودور لجنة الاتصال المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية التي ستنعقد قريبا في الرياض ودور الاتحاد الدولي أو العالمي لحل الدولتين ومساعي الأردن ومصر والدول العربية الإقليمية الوازنة والمعتدلة التي ترى بأن السبيل الوحيد لإنهاء هذا النزاع هو بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعبر مسار تفاوضي وإجماع دولي'.
ساعات قليلة تفصل العالم عن الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تنطلق مساء الثلاثاء، إذ يتنافس فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، ورغم احتدام المنافسة بين المرشحين إلا أنهما يتفقان على دعم إسرائيل.
فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، وما تبعه من قتل للمدنيين وتشريد آلاف العائلات الفلسطينية، وتدمير للبنى التحتية ومنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لقطاع غزة برمته، سارع كل من مرشحي الرئاسة الأميركية ترامب وهاريس بدعم إسرائيل؛ بما تقوم به تجاه الفلسطينيين.
ترامب وهو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأميركية من الفترة 2017 إلى 2021 عن الحزب الجمهوري لم يتردد لحظة في تصريحاته التي اعتبرها محللون معادية للفلسطينيين صرح مرارا وتكرارا على مدار عام كامل بمقولته الشهيرة 'إنه لو كان في الحكم لما وقعت هذه الهجمات'.
يرى الخبير بالشأن الأميركي في القدس حسين الديك أن تأثير الانتخابات الأميركية على قطاع غزة فيما بعد الانتخابات قد يكون فرصة لبداية الحلول والمبادرات السياسية في حال نجاح هاريس، وقد يكون فرصة لإدخال المساعدات الإنسانية، وربما وقف إطلاق نار مؤقت لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وقد يكون انفراجا على الصعيد الإنساني.
وخلال حديث الديك لـ 'المملكة' بشأن التغير الحقيقي في الحلول السياسية استبعد ذلك؛ لأن موقف كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري من إسرائيل هو موقف ثابت مبني على علاقة استراتيجية ما بين الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي من رام الله أشرف عكة خلال حوار أجرته 'المملكة' أن الديمقراطيين حريصون جدا على وقف هذه الحرب، ولن يطيلوا بالهم أكثر على نتنياهو وخصوصا أن هذه الحرب استنفدت أهدافها، ولم تحقق ما يريده نتنياهو، ولن يقبل ما يقدمه ويطرحه نتنياهو سواء بإعادة احتلال القطاع وعمليات التهجير، أو فرض واقع أمني يتنافى مع الاتفاقيات الموقّعة ومع رؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وأضاف أن 'هذا سينعكس بالضرورة على توجهات ترامب، وإنه سيكون هناك شكل من أشكال التعاون بين نتنياهو وترامب خصوصا في الضفة الغربية، وتلك القضايا التي تم حسمها في السابق وهي موضوع القدس وضم الجولان وقد يكون هناك اتفاق على ضم المستوطنات الكبرى'.
ولكن هذه الانتخابات وما بعدها قد تتضح الصورة أكثر بشأن بداية الوصول إلى هدن إنسانية ووقف إطلاق نار مؤقت وإدخال المساعدات الإنسانية، أما المشاريع الإسرائيلية فهي مستمرة.
هاريس التي شغلت منصب نائبة الرئيس الأميركي عن الحزب الديمقراطي صرحت لأكثر من مرة بمقولة 'حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها'.
وما بين هذه التصريحات التي دعمت حكومة نتنياهو بشكل واضح وعلني لما تقوم به في غزة فإن آلة الحرب الإسرائيلية خلفت عشرات الآلاف من الشهداء جلهم من الأطفال والنساء إضافة إلى أن الحياة في قطاع غزة أصبحت صعبة من جراء تلاشي مقومات الحياة.
وقبيل ساعات من انطلاق الانتخابات الرئاسية، ظهرت غزة بين من أبرز القضايا المهمة التي أخذت حيزا كبيرا من نقاشات الناخبين الأميركيين خاصة اليهود والمسلمين منهم، في حين يحاول كل من ترامب وهاريس مهاجمة سجل نظيره فيما يتعلق بغزة وموقف إدارته منها حال وصوله للبيت الأبيض.
يرى عكة أن هذه الانتخابات ستكون حاسمة ومفصلية في شكل وتوجهات الولايات المتحدة الأميركية وعلى المستويات كلها، وتأتي هذه الحرب كعنوان واضح وبارز لشكل توجهات الولايات المتحدة؛ لأنها تعكس طبيعة علاقات الولايات المتحدة في المنطقة وطبيعة تنافس الولايات المتحدة العالمي وصراعها إن جاز التعبير مع القوى العظمى الفاعلة في النظام الدولي وخصوصا أن هذه المنطقة تأتي في قلب الصراعات والأزمات الدولية.
ويعتقد الديك أن خيار حل الدولتين أصبح من الماضي؛ ومن الصعب تحقيقه؛ في ظل المعادلات الدولية وموازين القوى الحالية سواء إسرائيليا أو أميركيا، ولكن مواقف ترامب أكثر تحيزا وأكثر انحيازا للاحتلال الإسرائيلي ونتنياهو سياسيا، أما هاريس فلا تختلف مواقفها السياسية عن مواقف ترامب بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ ولكن في القضايا الإنسانية فإن إدخال المساعدات والتوصل لهدنة مؤقتة قد تختلف عن ترامب وربما تختلف عن بايدن؛ فهي تضغط من أجل التوصل لهدنة مؤقتة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، والتوقف عن قتل واستهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومع كل هذه التصريحات إلا أن كلا من ترامب وهاريس يتهم الآخر بعدم تقديم الدعم الكافي لإسرائيل، حيث قال ترامب: ' إن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين إذا هُزم، في حين تصف هاريس خطاب ترامب بشأن إسرائيل بأنه معاد للسامية'.
ويعتبر عكة أنه لزاما على الولايات المتحدة وبغض النظر عن الرئيس المقبل أكان جمهوريا أو ديمقراطيا لزاما عليها وقف هذه الحرب، مرجحا أن الديمقراطيين هم من سيوقفون الحرب؛ لأن لديهم ثأر معين مع نتنياهو، وسيفتح كشف الحساب وسيطلب من نتنياهو أن يدفع ثمن ذلك الدعم الأميركي بوقف هذه الحرب عبر صفقة وآليات مستقبلية، وعبر خطط اليوم التالي التي باتت تروج لها الإدارة الأميركية من أجل استقرار المنطقة.
ورغم احتدام المنافسة، إلا أن المرشحين يتفقان على دعم إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، وهما يتفقان أيضا على أنهما يريدان إنهاء الحرب في غزة قريبا، لكن ذلك لم يمنع من وجود خلافات بينهما في رؤيتهما للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكيفية التعامل معه وإنهائه.
وأكد الديك على أن مشروع نتنياهو بشأن إعادة احتلال غزة، وتدمير القطاع والقضاء على أي كيان سياسي فلسطيني سواء في الضفة الغربية أو في غزة والاستمرار في الاستيطان هو يسير؛ لأنه ليس مشروع نتنياهو شخصيا؛ ولكنه مشروع مؤسسات الدولة العميقة.
وكان ترامب قد صرّح مسبقا بأن هجوم 7 تشرين الأول كان 'أحد أحلك الساعات في تاريخ البشرية كله' موضحا أنه كان 'هجوما على الإنسانية نفسها' مؤكدا أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل 'قوية ودائمة' لكنها ستكون 'أقوى وأقرب مما كانت عليه من قبل' إذا فاز في الانتخابات.
- إنهاء الحرب -
هاريس، جعلت من إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس، ووقف إطلاق النار في غزة محور موقفها الرئيسي من العدوان على قطاع غزة تماشيا مع موقف إدارة بايدن في الوقت الذي لا تمارس فيه الضغط على إسرائيل لتبني هذا النهج.
وأصدرت هاريس بيانا في ذكرى 7 تشرين الأول، واصفة ذلك اليوم بأنه 'اليوم الأكثر دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة النازية' وأن تصرفات حماس كانت 'شرا خالصا ووحشية ومقززة' وأعادت التأكيد على الالتزام بدعمها 'الثابت لأمن إسرائيل'، وقالت 'الوقت قد حان لوقف إطلاق النار وصفقة الرهائن'.
وبالنسبة للوضع في غزة؛ أشار الديك إلى أن الأفضل لغزة الديمقراطيين هم الأفضل، وبالرغم من أن السياسة ثابتة وواحدة ولكن تكتيكيا وجزئيا فإن الديمقراطيين هم أقل ضررا؛ لأن ترامب شخصيا هو الذي نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس؛ وهو الذي اعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان؛وهو الذي أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن؛ وهو الذي أغلق القنصلية الأميركية في القدس التي تخدم الفلسطينيين؛ وهو الذي قدم هدايا مجانية كبيرة لنتنياهو وللاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، تميل هاريس في التعاطف مع الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء؛ لإنهاء الحرب في محاولة منها لسد الفجوة في حزبها بشأن العدوان الإسرائيلي، وصرّحت في مواقف كثيرة: 'أنا أعمل على ضمان أن تنتهي الحرب، بحيث تكون إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويمكن للشعب الفلسطيني تحقيق حقه في الكرامة والحرية وتقرير المصير'.
وتكمن الخطورة في أن ترامب يسعى إلى حل إقليمي عبر ما كان يروج له إبان صفقة القرن وهذا قد يدخل الإدارة الأميركية في حال فوزه بإشكالية.
وفي موقف مماثل لترامب بشأن وقف الحرب، دعا ترامب منذ أشهر عدة لإنهاء سريع للحرب حيث قال لنتنياهو 'عليك أن تنهيها وتفعل ذلك بسرعة' كما قال أيضا لنتنياهو 'احصل على انتصارك وتجاوزه، الحرب يجب أن تتوقف، يجب أن يتوقف القتل'.
وبحسب عكة؛ فإنه قد يتريث الجمهوريون أكثر خاصة أن ترامب سيراوغ نوعا ما، حيث وعد الجاليات الإسلامية بوقف الحرب لكن هذا وعد لا يمكن التنبؤ بصدقيته؛ فالجميع يعلم أن ترامب مزاجي قد يغير مواقفه وهذا جزء من صفاته وسلوكه وقراراته، ولكن عاجلا أم آجلا سينهي هذه الحرب، ويتفرغ لمشاكل الولايات المتحدة الداخلية،وصراعها العالمي مع روسيا والصين.
إلا أن ترامب قال: 'منذ البداية، عملت هاريس على تقييد يد إسرائيل بمطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار، وهذا لن يمنح حماس سوى الوقت لإعادة تجميع صفوفها وشن هجوم جديد، على غرار هجوم 7 تشرين الأول'.
وأوضح الديك أنه في حال فوز ترامب؛ فإن الأمور ستكون أسهل على نتنياهو وعلى إسرائيل في تنفيذ مخططاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حال فوز هاريس قد يكون هناك نوع من الهدن المؤقتة واستمرار الوضع الراهن، حيث لن يكون هناك حل سياسي، ولن يكون هناك خيار حل الدولتين، ولن يتم إحياء هذا الخيار؛ لأن الإدارة الأميركية لديها ملفات أخرى ذات أهمية أكثر، وهناك لوبيات صهيونية في الولايات المتحدة الأميركية ضاغطة ومؤثرة لمصلحة إسرائيل.
- المساعدات الإنسانية -
في 13 تشرين الأول وعبر منصة 'إكس' سلطت هاريس الضوء على محنة الشعب الفلسطيني، ودعت إلى زيادة المساعدات، قائلة:'يجب على إسرائيل أن تفعل المزيد على وجه السرعة لتسهيل تدفق المساعدات إلى المحتاجين، يجب حماية المدنيين، وأن يحصلوا على الغذاء والماء والدواء، ويجب احترام القانون الدولي الإنساني'.
ومن خلال تصريحاتها الرسمية كررت هاريس موقفها أنها ستعمل على دعم الفلسطينيين للحصول على حقهم في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير.
'الانتخابات الأميركية قد تكون البداية لهدن إنسانية وبداية الحديث عن مشاريع سياسية مستقبلية وقد تقف الحرب بعد فترة زمنية فيما لو فازت هاريس، ولكن إذا فاز ترامب ستستمر الأمور كما يريد نتنياهو'.. وفقا للديك.
ترامب وخلال تصريحاته وأحاديثه لم يتطرق إلى قضية المساعدات، لكنه أشار إلى أن وضع نهاية الحرب ينبغي أن يكون في إطار انتصار إسرائيل.
وخلال فعالية في فلوريدا في ذكرى أحداث السابع من أكتوبر؛ تعهد ترامب بأنه سيدعم حق إسرائيل في كسب حربها على الإرهاب' مضيفا أنه 'عليها أن تنتصر بسرعة، بغض النظر عما يحدث'منتقدا نهج بايدن وهاريس تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس باعتباره ضعيفا ومترددا.
وختم عكة حديثه: 'هذه الحرب ستتوقف آجلا أم عاجلا، سواء كان الفائز ديمقراطيا أو جمهورياوهذا له علاقة بالمنطق، حيث يقال إن مصالح الولايات المتحدة وعلاقاتها وتحالفاتها الإقليمية ودور الإقليم وتحديدا مجموعة السداسية العربية، ودور لجنة الاتصال المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية التي ستنعقد قريبا في الرياض ودور الاتحاد الدولي أو العالمي لحل الدولتين ومساعي الأردن ومصر والدول العربية الإقليمية الوازنة والمعتدلة التي ترى بأن السبيل الوحيد لإنهاء هذا النزاع هو بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعبر مسار تفاوضي وإجماع دولي'.
التعليقات
الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟
التعليقات