ماجد الفاعوري
غزة وحيدة مرة اخرى في مواجهة المؤامرة وقف إطلاق النار في لبنان ونزع سلاح المقاومة ومآلات صفقة القرن في السنوات الأخيرة وأسألة تدور في راس كل عاقل مفكر .
تعمقت الأزمات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، وتفاقمت مع الحروب المتكررة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، خاصة على لبنان وغزة، ومع توقيع هدنة وقف إطلاق النار في لبنان بعد حرب 2006، وتطبيق قرارات مجلس الأمن 1559 و1701 التي استهدفت نزع سلاح حزب الله، بدأت تتكشف ملامح مشروع إقليمي يهدف إلى إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية.والتي وقف في وجهه الملك عبدالله الثاني والشعب الارني وابطأ مسار خارطة الطريق الجديدة وفي خضم ذلك كله، تُركت غزة وحيدة تواجه مصيرها وسط خضوع معظم الأنظمة العربية التي انصاعت بشكل مخزٍ للقرارات الدولية، ما يعكس مدى التآمر على المقاومة ومحاولات تفكيكها بكل الوسائل، ولا ننسى موقف الاردن ملكا وحكومة وشعبا لصمود الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه خارطة الطريق الجديدة
وان وقف إطلاق النار في لبنان لم يكن مجرد إجراء لإنهاء حرب عسكرية، بل كان بداية لمرحلة جديدة من الضغوط الدولية التي سعت لتحجيم المقاومة اللبنانية، جاء القرار 1559 ليطالب بنزع سلاح كل الفصائل المسلحة في لبنان، لكنه كان موجهاً بشكل واضح ضد حزب الله باعتباره القوة الوحيدة القادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، أما القرار 1701 الذي صدر بعد حرب 2006، فقد فرض قيوداً مشددة على حركة المقاومة، حيث تم نشر قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني، وأُعلنت تلك المنطقة خالية من أي نشاط عسكري للمقاومة، ما جعلها مكشوفة أمام أي عدوان إسرائيلي مستقبلي.
تلك القرارات لم تكن بريئة، بل كانت جزءاً من مخطط أوسع يستهدف تفكيك أي قوى عربية تقف في وجه المشروع الصهيوني، فقد كانت إسرائيل تهدف إلى نزع سلاح حزب الله لتحقق تفوقاً استراتيجياً في المنطقة، خاصة بعد الهزائم التي تلقتها في جنوب لبنان ، ولأن المقاومة اللبنانية أثبتت عدم قدرتها على حماية البلاد وردع العدوان، أصبح تحييدها هدفاً إسرائيلياً استراتيجياً، بغطاء دولي ودعم من بعض الأنظمة العربية التي انخرطت في المشروع الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر.
في هذا السياق، طُرح سؤال جوهري حول إعادة إعمار لبنان، حيث أن الدول المانحة، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول أوروبية، اشترطت تقديم مساعدات مقابل تطبيق كامل للقرارات الدولية، بما في ذلك نزع سلاح المقاومة وبذلك تحولت قضية الإعمار إلى وسيلة ضغط سياسي، تهدف إلى إخضاع لبنان لشروط القوى الكبرى، وتجريده من أي أدوات تمكنه من الدفاع عن نفسه أمام الاحتلال
وفي ظل هذه التطورات، برز الحديث عن احتمال إعادة احتلال الجنوب اللبناني، خاصة بعد تفكيك قدرات حزب الله العسكرية. فالاحتلال الإسرائيلي يعتبر الجنوب اللبناني منطقة استراتيجية غنية بالموارد المائية، وموقعاً مهماً يمكن من خلاله توسيع نفوذه الجغرافي والسياسي ، ومع غياب المقاومة، يصبح الجنوب مكشوفاً تماماً أمام الأطماع الإسرائيلية.
لكن السؤال الأهم الذي شغل المراقبين هو موقف إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، وما إذا كانت قد تخلت عن المقاومة اللبنانية في ظل الضغوط الدولية المتزايدة. فعلى الرغم من الدعم الإيراني المستمر للمقاومة، فإن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، والتحديات التي تواجهها في ملفات إقليمية أخرى، أثارت تساؤلات حول إمكانية تقديم إيران تنازلات تشمل تخفيف دعمها لحزب الله مقابل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، إلا أن الواقع يؤكد أن العلاقة بين إيران وحزب الله ما زالت قوية على الارض، رغم الظروف المعقدة التي تحيط بها.
ولكن ما ثبت عكس ذلك بأن ايران باعت حزب الله وقبضت الثمن في ظل تواجد التيار الليبرالي العلماني الجديد وتنحية التيار المحافظ والالتفات الى المصالح الايرانية الداخلية وتحسين علاقتاتها مع الولايات المتحدة واوروبا من برنامجها النووي والافراج عن المليارات المجمدة في الخزائن الدولية على راسها الولايات المتحدة
وفي خضم كل هذه الأحداث، نجد غزة تقف وحيدة في مواجهة الحصار الإسرائيلي المستمر، والهجمات العسكرية المتكررة، والتآمر العربي والدولي عليها. الأنظمة العربية التي تخلت عن دعم المقاومة في غزة ، وسارعت للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لم تكتفِ بترك غزة تواجه مصيرها، بل شاركت في محاصرتها. الحصار المفروض على غزة ليس مجرد حصار اقتصادي، بل هو جزء من خطة لإضعاف المقاومة الفلسطينية وإجبارها على القبول بواقع سياسي يخدم إسرائيل، في ظل الحديث عن نسخة جديدة من صفقة القرن.
صفقة القرن، التي بدأت ملامحها تظهر خلال ولاية ترامب الأولى، والتي رفضها الاردن والسلطة الفلسطينية والتي كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل. هذه الصفقة تضمنت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وشرعنة المستوطنات في الضفة الغربية، وحرمان الفلسطينيين من حق العودة ، ومع الحديث عن ولاية ثانية لدونالد ترامب، تتزايد المخاوف من نسخة أكثر شراسة من هذه الصفقة، تشمل ضم الضفة الغربية بالكامل إلى إسرائيل، وتهجير السكان الفلسطينيين، وتعميق التطبيع العربي مع الاحتلال.
في ظل هذه المؤامرات،
قال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس: 'المقاومة ليست خياراً، بل واجب. لا يملك أحد أن يتنازل عن شبر من أرض فلسطين.' هذه الكلمات تلخص الروح الحقيقية للمقاومة، التي تواجه اليوم أكبر مؤامرة تستهدف وجودها وحقها في الدفاع عن الأرض والكرامة.
غزة، برغم كل المعاناة، ما زالت تقدم نموذجاً فريداً في الصمود، وترفض الخضوع للإملاءات الدولية. وكما قال الشاعر محمود درويش:
'على هذه الأرض ما يستحق الحياة
على هذه الأرض سيدةُ الأرض
أم البدايات أم النهايات
كانت تسمى فلسطين
صارت تسمى فلسطين.'
إن المقاومة في غزة ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي رمز للكرامة والحرية في وجه محاولات الهيمنة الصهيوأمريكية. ورغم كل الضغوط التي تمارسها الأنظمة العربية، التي أصبحت أدوات في يد الاحتلال، فإن الشعوب الحرة تدرك أن المقاومة هي السبيل الوحيد لحماية الحقوق واستعادة الأرض.
في النهاية، ستظل غزة شوكة في حلق الاحتلال، وستبقى معظم الأنظمة العربية المتخاذلة وصمة عار في تاريخ الأمة، لأنها اختارت الخضوع والتطبيع على حساب شرفها وكرامتها أما الشعوب وبعض الانظمة العربية على راسها الاردن ممثلة في قيادته الهاشمية ، فهي الأمل الذي لن ينكسر، والمقاومة هي الطريق الذي سيعيد للأمة مجدها وعزتها.
ماجد الفاعوري
غزة وحيدة مرة اخرى في مواجهة المؤامرة وقف إطلاق النار في لبنان ونزع سلاح المقاومة ومآلات صفقة القرن في السنوات الأخيرة وأسألة تدور في راس كل عاقل مفكر .
تعمقت الأزمات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، وتفاقمت مع الحروب المتكررة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، خاصة على لبنان وغزة، ومع توقيع هدنة وقف إطلاق النار في لبنان بعد حرب 2006، وتطبيق قرارات مجلس الأمن 1559 و1701 التي استهدفت نزع سلاح حزب الله، بدأت تتكشف ملامح مشروع إقليمي يهدف إلى إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية.والتي وقف في وجهه الملك عبدالله الثاني والشعب الارني وابطأ مسار خارطة الطريق الجديدة وفي خضم ذلك كله، تُركت غزة وحيدة تواجه مصيرها وسط خضوع معظم الأنظمة العربية التي انصاعت بشكل مخزٍ للقرارات الدولية، ما يعكس مدى التآمر على المقاومة ومحاولات تفكيكها بكل الوسائل، ولا ننسى موقف الاردن ملكا وحكومة وشعبا لصمود الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه خارطة الطريق الجديدة
وان وقف إطلاق النار في لبنان لم يكن مجرد إجراء لإنهاء حرب عسكرية، بل كان بداية لمرحلة جديدة من الضغوط الدولية التي سعت لتحجيم المقاومة اللبنانية، جاء القرار 1559 ليطالب بنزع سلاح كل الفصائل المسلحة في لبنان، لكنه كان موجهاً بشكل واضح ضد حزب الله باعتباره القوة الوحيدة القادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، أما القرار 1701 الذي صدر بعد حرب 2006، فقد فرض قيوداً مشددة على حركة المقاومة، حيث تم نشر قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني، وأُعلنت تلك المنطقة خالية من أي نشاط عسكري للمقاومة، ما جعلها مكشوفة أمام أي عدوان إسرائيلي مستقبلي.
تلك القرارات لم تكن بريئة، بل كانت جزءاً من مخطط أوسع يستهدف تفكيك أي قوى عربية تقف في وجه المشروع الصهيوني، فقد كانت إسرائيل تهدف إلى نزع سلاح حزب الله لتحقق تفوقاً استراتيجياً في المنطقة، خاصة بعد الهزائم التي تلقتها في جنوب لبنان ، ولأن المقاومة اللبنانية أثبتت عدم قدرتها على حماية البلاد وردع العدوان، أصبح تحييدها هدفاً إسرائيلياً استراتيجياً، بغطاء دولي ودعم من بعض الأنظمة العربية التي انخرطت في المشروع الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر.
في هذا السياق، طُرح سؤال جوهري حول إعادة إعمار لبنان، حيث أن الدول المانحة، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول أوروبية، اشترطت تقديم مساعدات مقابل تطبيق كامل للقرارات الدولية، بما في ذلك نزع سلاح المقاومة وبذلك تحولت قضية الإعمار إلى وسيلة ضغط سياسي، تهدف إلى إخضاع لبنان لشروط القوى الكبرى، وتجريده من أي أدوات تمكنه من الدفاع عن نفسه أمام الاحتلال
وفي ظل هذه التطورات، برز الحديث عن احتمال إعادة احتلال الجنوب اللبناني، خاصة بعد تفكيك قدرات حزب الله العسكرية. فالاحتلال الإسرائيلي يعتبر الجنوب اللبناني منطقة استراتيجية غنية بالموارد المائية، وموقعاً مهماً يمكن من خلاله توسيع نفوذه الجغرافي والسياسي ، ومع غياب المقاومة، يصبح الجنوب مكشوفاً تماماً أمام الأطماع الإسرائيلية.
لكن السؤال الأهم الذي شغل المراقبين هو موقف إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، وما إذا كانت قد تخلت عن المقاومة اللبنانية في ظل الضغوط الدولية المتزايدة. فعلى الرغم من الدعم الإيراني المستمر للمقاومة، فإن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، والتحديات التي تواجهها في ملفات إقليمية أخرى، أثارت تساؤلات حول إمكانية تقديم إيران تنازلات تشمل تخفيف دعمها لحزب الله مقابل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، إلا أن الواقع يؤكد أن العلاقة بين إيران وحزب الله ما زالت قوية على الارض، رغم الظروف المعقدة التي تحيط بها.
ولكن ما ثبت عكس ذلك بأن ايران باعت حزب الله وقبضت الثمن في ظل تواجد التيار الليبرالي العلماني الجديد وتنحية التيار المحافظ والالتفات الى المصالح الايرانية الداخلية وتحسين علاقتاتها مع الولايات المتحدة واوروبا من برنامجها النووي والافراج عن المليارات المجمدة في الخزائن الدولية على راسها الولايات المتحدة
وفي خضم كل هذه الأحداث، نجد غزة تقف وحيدة في مواجهة الحصار الإسرائيلي المستمر، والهجمات العسكرية المتكررة، والتآمر العربي والدولي عليها. الأنظمة العربية التي تخلت عن دعم المقاومة في غزة ، وسارعت للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لم تكتفِ بترك غزة تواجه مصيرها، بل شاركت في محاصرتها. الحصار المفروض على غزة ليس مجرد حصار اقتصادي، بل هو جزء من خطة لإضعاف المقاومة الفلسطينية وإجبارها على القبول بواقع سياسي يخدم إسرائيل، في ظل الحديث عن نسخة جديدة من صفقة القرن.
صفقة القرن، التي بدأت ملامحها تظهر خلال ولاية ترامب الأولى، والتي رفضها الاردن والسلطة الفلسطينية والتي كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل. هذه الصفقة تضمنت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وشرعنة المستوطنات في الضفة الغربية، وحرمان الفلسطينيين من حق العودة ، ومع الحديث عن ولاية ثانية لدونالد ترامب، تتزايد المخاوف من نسخة أكثر شراسة من هذه الصفقة، تشمل ضم الضفة الغربية بالكامل إلى إسرائيل، وتهجير السكان الفلسطينيين، وتعميق التطبيع العربي مع الاحتلال.
في ظل هذه المؤامرات،
قال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس: 'المقاومة ليست خياراً، بل واجب. لا يملك أحد أن يتنازل عن شبر من أرض فلسطين.' هذه الكلمات تلخص الروح الحقيقية للمقاومة، التي تواجه اليوم أكبر مؤامرة تستهدف وجودها وحقها في الدفاع عن الأرض والكرامة.
غزة، برغم كل المعاناة، ما زالت تقدم نموذجاً فريداً في الصمود، وترفض الخضوع للإملاءات الدولية. وكما قال الشاعر محمود درويش:
'على هذه الأرض ما يستحق الحياة
على هذه الأرض سيدةُ الأرض
أم البدايات أم النهايات
كانت تسمى فلسطين
صارت تسمى فلسطين.'
إن المقاومة في غزة ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي رمز للكرامة والحرية في وجه محاولات الهيمنة الصهيوأمريكية. ورغم كل الضغوط التي تمارسها الأنظمة العربية، التي أصبحت أدوات في يد الاحتلال، فإن الشعوب الحرة تدرك أن المقاومة هي السبيل الوحيد لحماية الحقوق واستعادة الأرض.
في النهاية، ستظل غزة شوكة في حلق الاحتلال، وستبقى معظم الأنظمة العربية المتخاذلة وصمة عار في تاريخ الأمة، لأنها اختارت الخضوع والتطبيع على حساب شرفها وكرامتها أما الشعوب وبعض الانظمة العربية على راسها الاردن ممثلة في قيادته الهاشمية ، فهي الأمل الذي لن ينكسر، والمقاومة هي الطريق الذي سيعيد للأمة مجدها وعزتها.
ماجد الفاعوري
غزة وحيدة مرة اخرى في مواجهة المؤامرة وقف إطلاق النار في لبنان ونزع سلاح المقاومة ومآلات صفقة القرن في السنوات الأخيرة وأسألة تدور في راس كل عاقل مفكر .
تعمقت الأزمات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، وتفاقمت مع الحروب المتكررة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، خاصة على لبنان وغزة، ومع توقيع هدنة وقف إطلاق النار في لبنان بعد حرب 2006، وتطبيق قرارات مجلس الأمن 1559 و1701 التي استهدفت نزع سلاح حزب الله، بدأت تتكشف ملامح مشروع إقليمي يهدف إلى إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية.والتي وقف في وجهه الملك عبدالله الثاني والشعب الارني وابطأ مسار خارطة الطريق الجديدة وفي خضم ذلك كله، تُركت غزة وحيدة تواجه مصيرها وسط خضوع معظم الأنظمة العربية التي انصاعت بشكل مخزٍ للقرارات الدولية، ما يعكس مدى التآمر على المقاومة ومحاولات تفكيكها بكل الوسائل، ولا ننسى موقف الاردن ملكا وحكومة وشعبا لصمود الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه خارطة الطريق الجديدة
وان وقف إطلاق النار في لبنان لم يكن مجرد إجراء لإنهاء حرب عسكرية، بل كان بداية لمرحلة جديدة من الضغوط الدولية التي سعت لتحجيم المقاومة اللبنانية، جاء القرار 1559 ليطالب بنزع سلاح كل الفصائل المسلحة في لبنان، لكنه كان موجهاً بشكل واضح ضد حزب الله باعتباره القوة الوحيدة القادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، أما القرار 1701 الذي صدر بعد حرب 2006، فقد فرض قيوداً مشددة على حركة المقاومة، حيث تم نشر قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني، وأُعلنت تلك المنطقة خالية من أي نشاط عسكري للمقاومة، ما جعلها مكشوفة أمام أي عدوان إسرائيلي مستقبلي.
تلك القرارات لم تكن بريئة، بل كانت جزءاً من مخطط أوسع يستهدف تفكيك أي قوى عربية تقف في وجه المشروع الصهيوني، فقد كانت إسرائيل تهدف إلى نزع سلاح حزب الله لتحقق تفوقاً استراتيجياً في المنطقة، خاصة بعد الهزائم التي تلقتها في جنوب لبنان ، ولأن المقاومة اللبنانية أثبتت عدم قدرتها على حماية البلاد وردع العدوان، أصبح تحييدها هدفاً إسرائيلياً استراتيجياً، بغطاء دولي ودعم من بعض الأنظمة العربية التي انخرطت في المشروع الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر.
في هذا السياق، طُرح سؤال جوهري حول إعادة إعمار لبنان، حيث أن الدول المانحة، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول أوروبية، اشترطت تقديم مساعدات مقابل تطبيق كامل للقرارات الدولية، بما في ذلك نزع سلاح المقاومة وبذلك تحولت قضية الإعمار إلى وسيلة ضغط سياسي، تهدف إلى إخضاع لبنان لشروط القوى الكبرى، وتجريده من أي أدوات تمكنه من الدفاع عن نفسه أمام الاحتلال
وفي ظل هذه التطورات، برز الحديث عن احتمال إعادة احتلال الجنوب اللبناني، خاصة بعد تفكيك قدرات حزب الله العسكرية. فالاحتلال الإسرائيلي يعتبر الجنوب اللبناني منطقة استراتيجية غنية بالموارد المائية، وموقعاً مهماً يمكن من خلاله توسيع نفوذه الجغرافي والسياسي ، ومع غياب المقاومة، يصبح الجنوب مكشوفاً تماماً أمام الأطماع الإسرائيلية.
لكن السؤال الأهم الذي شغل المراقبين هو موقف إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، وما إذا كانت قد تخلت عن المقاومة اللبنانية في ظل الضغوط الدولية المتزايدة. فعلى الرغم من الدعم الإيراني المستمر للمقاومة، فإن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، والتحديات التي تواجهها في ملفات إقليمية أخرى، أثارت تساؤلات حول إمكانية تقديم إيران تنازلات تشمل تخفيف دعمها لحزب الله مقابل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، إلا أن الواقع يؤكد أن العلاقة بين إيران وحزب الله ما زالت قوية على الارض، رغم الظروف المعقدة التي تحيط بها.
ولكن ما ثبت عكس ذلك بأن ايران باعت حزب الله وقبضت الثمن في ظل تواجد التيار الليبرالي العلماني الجديد وتنحية التيار المحافظ والالتفات الى المصالح الايرانية الداخلية وتحسين علاقتاتها مع الولايات المتحدة واوروبا من برنامجها النووي والافراج عن المليارات المجمدة في الخزائن الدولية على راسها الولايات المتحدة
وفي خضم كل هذه الأحداث، نجد غزة تقف وحيدة في مواجهة الحصار الإسرائيلي المستمر، والهجمات العسكرية المتكررة، والتآمر العربي والدولي عليها. الأنظمة العربية التي تخلت عن دعم المقاومة في غزة ، وسارعت للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لم تكتفِ بترك غزة تواجه مصيرها، بل شاركت في محاصرتها. الحصار المفروض على غزة ليس مجرد حصار اقتصادي، بل هو جزء من خطة لإضعاف المقاومة الفلسطينية وإجبارها على القبول بواقع سياسي يخدم إسرائيل، في ظل الحديث عن نسخة جديدة من صفقة القرن.
صفقة القرن، التي بدأت ملامحها تظهر خلال ولاية ترامب الأولى، والتي رفضها الاردن والسلطة الفلسطينية والتي كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل. هذه الصفقة تضمنت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وشرعنة المستوطنات في الضفة الغربية، وحرمان الفلسطينيين من حق العودة ، ومع الحديث عن ولاية ثانية لدونالد ترامب، تتزايد المخاوف من نسخة أكثر شراسة من هذه الصفقة، تشمل ضم الضفة الغربية بالكامل إلى إسرائيل، وتهجير السكان الفلسطينيين، وتعميق التطبيع العربي مع الاحتلال.
في ظل هذه المؤامرات،
قال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس: 'المقاومة ليست خياراً، بل واجب. لا يملك أحد أن يتنازل عن شبر من أرض فلسطين.' هذه الكلمات تلخص الروح الحقيقية للمقاومة، التي تواجه اليوم أكبر مؤامرة تستهدف وجودها وحقها في الدفاع عن الأرض والكرامة.
غزة، برغم كل المعاناة، ما زالت تقدم نموذجاً فريداً في الصمود، وترفض الخضوع للإملاءات الدولية. وكما قال الشاعر محمود درويش:
'على هذه الأرض ما يستحق الحياة
على هذه الأرض سيدةُ الأرض
أم البدايات أم النهايات
كانت تسمى فلسطين
صارت تسمى فلسطين.'
إن المقاومة في غزة ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي رمز للكرامة والحرية في وجه محاولات الهيمنة الصهيوأمريكية. ورغم كل الضغوط التي تمارسها الأنظمة العربية، التي أصبحت أدوات في يد الاحتلال، فإن الشعوب الحرة تدرك أن المقاومة هي السبيل الوحيد لحماية الحقوق واستعادة الأرض.
في النهاية، ستظل غزة شوكة في حلق الاحتلال، وستبقى معظم الأنظمة العربية المتخاذلة وصمة عار في تاريخ الأمة، لأنها اختارت الخضوع والتطبيع على حساب شرفها وكرامتها أما الشعوب وبعض الانظمة العربية على راسها الاردن ممثلة في قيادته الهاشمية ، فهي الأمل الذي لن ينكسر، والمقاومة هي الطريق الذي سيعيد للأمة مجدها وعزتها.
التعليقات