عشنا حتى راينا نوعا جديدا من التطبيع، بعد ان كنا نتحدث عن التطبيع السياسي، وإذ بنا نشاهد من يتغطى بالدين، لممارسة التطبيع والتمسح بالاحتلال. بحافلات إسرائيلية يذهب العشرات من رجال الدين الدروز السوريين من داخل سورية، لزيارة مقام النبي شعيب، إذا ثبت وجوده اصلا في سورية، لان له مقامات في كل مكان، بما فيها الاردن، وذلك بدعوة من الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، في توقيت كان فيه زعيم الطائفة في سورية، الشيخ حكمت الهجري يقول ان لا وفاق ولا توافق مع السلطات في دمشق، واصفاً حكومة دمشق بالمتطرفة والمطلوبة للعدالة الدولية. الطائفة الدرزية ذاتها انشقت ظاهرا امام هذه الجريمة الخطيرة، حتى أن شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سورية، يوسف جربوع، قال إن زيارة الوفد الدرزي إلى إسرائيل كانت زيارة دينية بحتة، لكنه زاد أن أطرافا في السويداء لم تكن راضية عن الزيارة، وأنهم حذروا من استغلالها لأهداف سياسية قد تضر بمصالح الطائفة وسوريا، مشيرا إلى أن هناك أطرافا تحاول إضعاف الطائفة الدرزية من خلال محاولات لفصلها عن محيطها العربي والإسلامي. يأتي هذا كله في توقيت يتم فيه طرح سيناريو فصل السويداء عن سورية، واقامة دولة درزية قد تمتد الى كل مناطق جنوب سورية، بحيث تصبح عازلا سياسيا وامنيا واجتماعيا بين دمشق الرسمية وسيطرتها ونظامها، وفلسطين المحتلة، والأردن أيضا، بما يحقق غايات أمنية وعسكرية للاحتلال الإسرائيلي، من خلال محاصرة النموذج الحاكم في دمشق، والاستثمار في الإقليات لتفكيك سورية الحالية، توطئة ربما لسيناريوهات ثانية تتعلق بمناطق الأكراد، وصولا إلى العلويين. برقيات الغزل الإسرائيلية تنهمر على الدروز، من حيث الكلام عن تشغيل الدروز السوريين في فلسطين المحتلة، وصولا إلى منحهم امتيازات خاصة، والواضح أن العقل المدبر لكل هذه المشهد، هم الدروز في فلسطين المحتلة الذي يخدم اغلبهم في جيش الاحتلال، وهم اكثر قسوة على الفلسطينيين من جنود الاحتلال ذاتهم، مع الادراك هنا بوجود تيارات درزية صغيرة تقاوم الخدمة في جيش الاحتلال، ووجود رموز للمقاومة ضد اسرائيل، كان ابرزهم اللبناني سمير قنطار الذي ولد درزيا ورحل شيعيا، وهو أقدم سجين لبناني لدى إسرائيل، وقتلته تل أبيب في سوريا. التغطي بزيارة الاضرحة، لتبرير الزيارة، سلوك منحط، ونحن نعرف ان هناك تيارات في دروز سورية، تستغيث بإسرائيل طلبا للحماية، مثلما ان هناك تيارات علوية جاهرت علنا بطلب الحماية الإسرائيلية، وهذا العهر السياسي، غير مسبوق، فلم يعد هناك حياء، ولا خجل، وكأننا امام مطالبات علنية لإسرائيل باحتلال سورية وتقسيمها، فوق ما فعله الاحتلال خلال السنوات الماضية خلال وجود النظام السابق، وبعد سقوطه، من قصف متواصل للمنشآت العسكرية السورية، وقتل سوريين، واحتلال أرض في مناطق مختلفة داخل جنوب سورية. يأتي السؤال طبيعيا حول الذي ستفعله دمشق الجديدة أمام هذا المشهد، لان الواضح أيضا أن كل الإقليات تريد إفشال التجربة الجديدة، تحت عناوين مختلفة من بينها إتهام دمشق بالتطرف، وخشية من المحاسبات، إضافة إلى وجود قوى تستثمر في الإقليات، وتحاول تثويرها، بما يعني أن سورية ستشهد خلال الفترة المقبلة، وضعا أصعب، خصوصا، انه لا يمكن اعتبار فعلة رجال الدين الدروز طبيعية، ولا دينية، فهي تصب لصالح الارتباط باسرائيل، وهو ارتباط سيفضي الى توليد دويلة درزية. 'اول الرقص حنجلة' كما يقولون، ولا يمكن أن يصدق أحد، ان هذه مجرد زيارة دينية، فهي توطئة لما هو أكبر، بما يثبت أن التنوع العرقي أو المذهبي أو القومي أو الديني، في حالات معينة يتحول إلى حقل الغام، مع الاستعداد الفطري لكثيرين للانقسام والتخريب، تحت عناوين مختلفة، دون أدنى ولاء لهوية المنطقة ومن فيها. تطبيع ديني لكنه في حقيقة الأمر، تطبيع سياسي، وتعبير عن الرغبة بالانفصال، لكن ذاكرة التاريخ، ستحفظ حقا ما يجري على ايد بعض ابناء المنطقة.
ماهر ابو طير
عشنا حتى راينا نوعا جديدا من التطبيع، بعد ان كنا نتحدث عن التطبيع السياسي، وإذ بنا نشاهد من يتغطى بالدين، لممارسة التطبيع والتمسح بالاحتلال. بحافلات إسرائيلية يذهب العشرات من رجال الدين الدروز السوريين من داخل سورية، لزيارة مقام النبي شعيب، إذا ثبت وجوده اصلا في سورية، لان له مقامات في كل مكان، بما فيها الاردن، وذلك بدعوة من الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، في توقيت كان فيه زعيم الطائفة في سورية، الشيخ حكمت الهجري يقول ان لا وفاق ولا توافق مع السلطات في دمشق، واصفاً حكومة دمشق بالمتطرفة والمطلوبة للعدالة الدولية. الطائفة الدرزية ذاتها انشقت ظاهرا امام هذه الجريمة الخطيرة، حتى أن شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سورية، يوسف جربوع، قال إن زيارة الوفد الدرزي إلى إسرائيل كانت زيارة دينية بحتة، لكنه زاد أن أطرافا في السويداء لم تكن راضية عن الزيارة، وأنهم حذروا من استغلالها لأهداف سياسية قد تضر بمصالح الطائفة وسوريا، مشيرا إلى أن هناك أطرافا تحاول إضعاف الطائفة الدرزية من خلال محاولات لفصلها عن محيطها العربي والإسلامي. يأتي هذا كله في توقيت يتم فيه طرح سيناريو فصل السويداء عن سورية، واقامة دولة درزية قد تمتد الى كل مناطق جنوب سورية، بحيث تصبح عازلا سياسيا وامنيا واجتماعيا بين دمشق الرسمية وسيطرتها ونظامها، وفلسطين المحتلة، والأردن أيضا، بما يحقق غايات أمنية وعسكرية للاحتلال الإسرائيلي، من خلال محاصرة النموذج الحاكم في دمشق، والاستثمار في الإقليات لتفكيك سورية الحالية، توطئة ربما لسيناريوهات ثانية تتعلق بمناطق الأكراد، وصولا إلى العلويين. برقيات الغزل الإسرائيلية تنهمر على الدروز، من حيث الكلام عن تشغيل الدروز السوريين في فلسطين المحتلة، وصولا إلى منحهم امتيازات خاصة، والواضح أن العقل المدبر لكل هذه المشهد، هم الدروز في فلسطين المحتلة الذي يخدم اغلبهم في جيش الاحتلال، وهم اكثر قسوة على الفلسطينيين من جنود الاحتلال ذاتهم، مع الادراك هنا بوجود تيارات درزية صغيرة تقاوم الخدمة في جيش الاحتلال، ووجود رموز للمقاومة ضد اسرائيل، كان ابرزهم اللبناني سمير قنطار الذي ولد درزيا ورحل شيعيا، وهو أقدم سجين لبناني لدى إسرائيل، وقتلته تل أبيب في سوريا. التغطي بزيارة الاضرحة، لتبرير الزيارة، سلوك منحط، ونحن نعرف ان هناك تيارات في دروز سورية، تستغيث بإسرائيل طلبا للحماية، مثلما ان هناك تيارات علوية جاهرت علنا بطلب الحماية الإسرائيلية، وهذا العهر السياسي، غير مسبوق، فلم يعد هناك حياء، ولا خجل، وكأننا امام مطالبات علنية لإسرائيل باحتلال سورية وتقسيمها، فوق ما فعله الاحتلال خلال السنوات الماضية خلال وجود النظام السابق، وبعد سقوطه، من قصف متواصل للمنشآت العسكرية السورية، وقتل سوريين، واحتلال أرض في مناطق مختلفة داخل جنوب سورية. يأتي السؤال طبيعيا حول الذي ستفعله دمشق الجديدة أمام هذا المشهد، لان الواضح أيضا أن كل الإقليات تريد إفشال التجربة الجديدة، تحت عناوين مختلفة من بينها إتهام دمشق بالتطرف، وخشية من المحاسبات، إضافة إلى وجود قوى تستثمر في الإقليات، وتحاول تثويرها، بما يعني أن سورية ستشهد خلال الفترة المقبلة، وضعا أصعب، خصوصا، انه لا يمكن اعتبار فعلة رجال الدين الدروز طبيعية، ولا دينية، فهي تصب لصالح الارتباط باسرائيل، وهو ارتباط سيفضي الى توليد دويلة درزية. 'اول الرقص حنجلة' كما يقولون، ولا يمكن أن يصدق أحد، ان هذه مجرد زيارة دينية، فهي توطئة لما هو أكبر، بما يثبت أن التنوع العرقي أو المذهبي أو القومي أو الديني، في حالات معينة يتحول إلى حقل الغام، مع الاستعداد الفطري لكثيرين للانقسام والتخريب، تحت عناوين مختلفة، دون أدنى ولاء لهوية المنطقة ومن فيها. تطبيع ديني لكنه في حقيقة الأمر، تطبيع سياسي، وتعبير عن الرغبة بالانفصال، لكن ذاكرة التاريخ، ستحفظ حقا ما يجري على ايد بعض ابناء المنطقة.
ماهر ابو طير
عشنا حتى راينا نوعا جديدا من التطبيع، بعد ان كنا نتحدث عن التطبيع السياسي، وإذ بنا نشاهد من يتغطى بالدين، لممارسة التطبيع والتمسح بالاحتلال. بحافلات إسرائيلية يذهب العشرات من رجال الدين الدروز السوريين من داخل سورية، لزيارة مقام النبي شعيب، إذا ثبت وجوده اصلا في سورية، لان له مقامات في كل مكان، بما فيها الاردن، وذلك بدعوة من الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، في توقيت كان فيه زعيم الطائفة في سورية، الشيخ حكمت الهجري يقول ان لا وفاق ولا توافق مع السلطات في دمشق، واصفاً حكومة دمشق بالمتطرفة والمطلوبة للعدالة الدولية. الطائفة الدرزية ذاتها انشقت ظاهرا امام هذه الجريمة الخطيرة، حتى أن شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سورية، يوسف جربوع، قال إن زيارة الوفد الدرزي إلى إسرائيل كانت زيارة دينية بحتة، لكنه زاد أن أطرافا في السويداء لم تكن راضية عن الزيارة، وأنهم حذروا من استغلالها لأهداف سياسية قد تضر بمصالح الطائفة وسوريا، مشيرا إلى أن هناك أطرافا تحاول إضعاف الطائفة الدرزية من خلال محاولات لفصلها عن محيطها العربي والإسلامي. يأتي هذا كله في توقيت يتم فيه طرح سيناريو فصل السويداء عن سورية، واقامة دولة درزية قد تمتد الى كل مناطق جنوب سورية، بحيث تصبح عازلا سياسيا وامنيا واجتماعيا بين دمشق الرسمية وسيطرتها ونظامها، وفلسطين المحتلة، والأردن أيضا، بما يحقق غايات أمنية وعسكرية للاحتلال الإسرائيلي، من خلال محاصرة النموذج الحاكم في دمشق، والاستثمار في الإقليات لتفكيك سورية الحالية، توطئة ربما لسيناريوهات ثانية تتعلق بمناطق الأكراد، وصولا إلى العلويين. برقيات الغزل الإسرائيلية تنهمر على الدروز، من حيث الكلام عن تشغيل الدروز السوريين في فلسطين المحتلة، وصولا إلى منحهم امتيازات خاصة، والواضح أن العقل المدبر لكل هذه المشهد، هم الدروز في فلسطين المحتلة الذي يخدم اغلبهم في جيش الاحتلال، وهم اكثر قسوة على الفلسطينيين من جنود الاحتلال ذاتهم، مع الادراك هنا بوجود تيارات درزية صغيرة تقاوم الخدمة في جيش الاحتلال، ووجود رموز للمقاومة ضد اسرائيل، كان ابرزهم اللبناني سمير قنطار الذي ولد درزيا ورحل شيعيا، وهو أقدم سجين لبناني لدى إسرائيل، وقتلته تل أبيب في سوريا. التغطي بزيارة الاضرحة، لتبرير الزيارة، سلوك منحط، ونحن نعرف ان هناك تيارات في دروز سورية، تستغيث بإسرائيل طلبا للحماية، مثلما ان هناك تيارات علوية جاهرت علنا بطلب الحماية الإسرائيلية، وهذا العهر السياسي، غير مسبوق، فلم يعد هناك حياء، ولا خجل، وكأننا امام مطالبات علنية لإسرائيل باحتلال سورية وتقسيمها، فوق ما فعله الاحتلال خلال السنوات الماضية خلال وجود النظام السابق، وبعد سقوطه، من قصف متواصل للمنشآت العسكرية السورية، وقتل سوريين، واحتلال أرض في مناطق مختلفة داخل جنوب سورية. يأتي السؤال طبيعيا حول الذي ستفعله دمشق الجديدة أمام هذا المشهد، لان الواضح أيضا أن كل الإقليات تريد إفشال التجربة الجديدة، تحت عناوين مختلفة من بينها إتهام دمشق بالتطرف، وخشية من المحاسبات، إضافة إلى وجود قوى تستثمر في الإقليات، وتحاول تثويرها، بما يعني أن سورية ستشهد خلال الفترة المقبلة، وضعا أصعب، خصوصا، انه لا يمكن اعتبار فعلة رجال الدين الدروز طبيعية، ولا دينية، فهي تصب لصالح الارتباط باسرائيل، وهو ارتباط سيفضي الى توليد دويلة درزية. 'اول الرقص حنجلة' كما يقولون، ولا يمكن أن يصدق أحد، ان هذه مجرد زيارة دينية، فهي توطئة لما هو أكبر، بما يثبت أن التنوع العرقي أو المذهبي أو القومي أو الديني، في حالات معينة يتحول إلى حقل الغام، مع الاستعداد الفطري لكثيرين للانقسام والتخريب، تحت عناوين مختلفة، دون أدنى ولاء لهوية المنطقة ومن فيها. تطبيع ديني لكنه في حقيقة الأمر، تطبيع سياسي، وتعبير عن الرغبة بالانفصال، لكن ذاكرة التاريخ، ستحفظ حقا ما يجري على ايد بعض ابناء المنطقة.
التعليقات